منذ فجر التاريخ، يخترع البشر ويطورون أدوات ومنتجات جديدة للمساعدة في أداء مهام الحياة. وفي حين أنه قد تم إنجاز الجزء الأكبر من تلك الابتكارات والاختراعات على يد علماء كبار، إلا أن للمبتكرين الشباب إسهامات لهذا العالم لا يمكن إنكارها.
من بين الاختراعات التي تثبت أن العقل المبدع قد يصنع المعجزات حتى وإن كان يعاني من عجز ما هو اختراع الفرنسي لويس برايل. فقد تعرض برايل وهو في الثالثة من عمره لحادث أفقده بصره؛ إلا أنه على الرغم من كونه كفيفًا كان ذكيًّا جدًّا. فقبل برايل في المعهد الوطني للمكفوفين الشباب في باريس؛ حيث تعلم كيفية القراءة على ورق مقوى مطبوع عليه حروف بارزة. في وقت لاحق، علمه جندي فرنسي نظام معقد من النقاط والخطوط كان يستخدم في الحروب، ومن هنا جاءته فكرة أن يصمم طريقة جديدة مبسطة. فنجح في ذلك في عام 1824، عندما كان في الخامسة عشرة من عمره. والآن، يستخدم المكفوفون في جميع أنحاء العالم طريقة برايل، كما أنها متاحة في عديد من اللغات (قد تهتم أيضًا لقراءة مقال «طريقة برايل: لمس الكلمات»).
يتميز نظام برايل بعدة خصائص مشتركة بين جميع اللغات. فهو يتكون من 6 نقاط بارزة وثابتة الحجم ضمن خلية مستطيلة. وعلى سبيل المثال، في نظام برايل باللغة العربية تقرأ الحروف من اليسار إلى اليمين على عكس اللغة العربية، ويمثل كل حرف أو رقم بعدد معين من النقاط ذات أماكن مختلفة؛ فيُمثل حرف الألف بنقطة تحمل الرقم 1، ويشار إلى الباء بنقطتين تحملان الرقمين 1 و2، وهكذا (انظر الرسم التوضيحي التالي). هل ذكرك هذا النظام بشيء ما؟ نعم، أنت محق؛ فهو يشبه النظام الثنائي! يُعد نظام برايل مثالًا مبكرًا على التمثيل «الثنائي» للبيانات؛ فتوجد حالتان فقط، وهي إما التشغيل وإما الإيقاف، وكل حالة يمثلها رقم واحد (تشغيل) وصفر (إيقاف). وبالمثل، في نظام برايل يوجد رمزان فقط (بارز ومسطح)، وتمثل تركيباتها المختلفة أرقامًا وحروفًا.
مصدر الصورة: الرابط
في 4 يناير من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي لبرايل، لنشر الوعي بأهمية لغة برايل بوصفها وسيلة للتواصل تهدف إلى تشجيع المكفوفين وضعاف البصر على القراءة والانخراط في المجتمع.
ما يجب علينا أن نتعلمه أن السن أو العجز لا يمكن أبدًا أن تكون عائقًا أمامنا لتقديم الإسهامات لعالمنا. فالشباب مصدر الإبداع، والعمل على تطوير مهاراتهم الخطوة الأولى نحو التنمية؛ فقم بتحفيز أطفالك، واعمل على تطوير مهاراتهم... تحداهم، واسمح لهم باستخدام عقولهم المبدعة من أجل منفعة هذا العالم.
المراجع
britannica.com
dailymail.co.uk
inventors.about.com
mawdoo3.com
techinsider.io
youngscientistchallenge.com
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد صيف 2016 «عقول شابة لامعة».
Cover image: Mariaelizabeth124, CC BY-SA 4.0, via Wikimedia Commons.