نمر في حياتنا بأحداث صعبة وتجبرنا الظروف على إخبار أطفالنا بها؛ فما أفضل طريقة نخبر بها أطفالنا أخبارًا سيئة؟ لن تكون المحادثة سهلة، ولكن استخدامك للغة مناسبة لعمر الطفل هو المفتاح. قبل أن نبدأ في الخطوات من الضروري أن تكون أول من يخبر طفلك بالخبر السيئ؛ فعند تجاهلك أو تأجيلك مناقشة الأمر مع الطفل، أو محاولتك إخفائه، فهذا قد يدفعه للمبالغة في تقدير الأمر مما يفقدك السيطرة على الأمور.
للأخبار السيئة أثر نفسي هائل على الأطفال؛ وذلك لعدم اكتمال نضجهم نفسيًّا واجتماعيًّا ومعرفيًّا، وتكون استجابتهم لها متفاوتة. وأما الأعراض التي تظهر عليهم، فقد يستغرق ظهورها أيامًا أو أسابيعًا؛ ومن أخطر الأعراض التي يعانيها الطفل:
- يجد الطفل صعوبة في النوم ويصبح ضحية الخوف الشديد والكوابيس، إذ تتهيأ له صور مخيفة عن الأخبار التي تلقاها.
- قلة ثقته بنفسه، وتعلقه الزائد بأهله بسبب قلقه وخوفه وانعدام الأمن لديه.
- ضعف التركيز والتشتت الذهني المستمر؛ مما يؤثر سلبًا على تحصيله الدراسي.
- ظهور اضطرابات نفسية شديدة كالتلعثم.
- يحدث لبعض الأطفال تبول لا إرادي.
- رفض اتباع التوجيهات ويصبح الطفل أكثر عندًا.
- في بعض الحالات تحدث آثار نفسية طويلة المدى تؤدي إلى دخول الطفل في حالات اكتئاب تتطلب علاج نفسي.
كل هذه الأعراض تعد استجابة طبيعية للطفل بعد تعرضه لخبر سيئ، وتفاديًّا لهذه المخاطر يجب أن تجد طريقة مناسبة لإخبارهم إياه. وتتعدد الطرق، فما أفضلها؟ وما الخطوات الأساسية لتهيئتهم نفسيًّا ومراعاة مشاعرهم؟
إليك الإجابة في الخطوات التالية:
- فكر أولًا ماذا تريد أن تقول؛ فلا مانع من أن تحاول مع نفسك، وتتدرب كيف ستجري النقاش معهم، وحاول أن تسيطر على مشاعرك فمن الصعب أن تخبرهم خبرًا سيئًا وأنت في حالة نفسية غير مستقرة.
- اختر توقيتًا مناسبًا يكون فيه الطفل منتبهًا؛ ابتعد عن الأوقات التي يكون فيها الطفل مرهقًا أو قد حان وقت نومه، لا تتوقع منه استجابة صحيحة في تلك الأوقات.
- ابحث من خلال النقاش حجم معرفتهم بالموضوع، اسأل بأكثر من طريقة لتسمع منهم.
- شارك مشاعرك مع طفلك؛ فمن المحفز للطفل أن يرى أنك تعيش مشاعر الخوف والقلق نفسها. ولكن ليس لدرجة زعزعته وتشتيته؛ فردود أفعالك تعطيهم فرصة أن يكتشفوا كيف تؤثر المشاعر في الإنسان وكيف نضبط أنفسنا عند مواجهة خبر محزن.
- كن صادقًا وقل الحقيقة بطريقة يفهمونها؛ فإذا أردت إيصال خبر موت شخص مقرب أو الحيوان الأليف المفضل لطفلك، يجب أن تستخدم ألفاظًا يفهمها الطفل. فيمكنك أن تخبره أن الموت يعني أن الشخص بات لا يشعر بشيء ليس بجائع أو عطش، ليس بخائف أو متألم، نحن لن نراه مجددًا ولكننا سنحتفظ بذكرياتنا معه في قلوبنا وسنتذكره دائمًا.
- فرِّق في حجم المعلومات بين الأطفال والمراهقين، فالطفل بوجه عام يميل إلى إكمال الفراغات من خياله مما يؤثر سلبًا في استيعاب الأمر، لذلك كن واضحًا ومحددًا ولا تطل في الحديث.
- كن جاهزًا للإجابة على جميع الأسئلة بكل الردود من ضمنها «لا أعرف».
- قدم الدعم من خلال طمأنتهم، ولا تدع طفلك يفكر ويستنتج بمفرده، شاركه أفكاره ومشاعره بعد إخباره بالخبر. فأول ما يفكر فيه الطفل بعد إخباره بخبر سيئ هو «كيف سيؤثر هذا الخبر في؟»، فاستخدام جملًا مثل: «أنا هنا بجانبك»، و«أنا هنا لأساعدك على تخطي الأمر»، و«أنت لست وحدك»، و«سأظل بجانبك حتى تصبح أفضل»، ستدعمه جيدًا.
وأخيرًا، يمكن لهذه الخطوات أن تساعدك على توجيه طفلك خلال الأزمة، ولكن إذا شعرت في أي وقت أنك عالق أو أن طفلك يظهر انفعالات غير طبيعية باستمرار فيمكنك أن تطلب المساعدة من مختص أو معالج نفسي.
المراجع
childpsychologist.com.au
commonsensemedia.org
griefjourney.com
Cover image by Freepik