ملايين الأطنان من المخلفات البلاستيكية تلوث محيطات العالم. ويصل البلاستيك من اليابسة إلى المحيطات في الأغلب عن طريق الأنهار والمجاري المائية، ثم تتراكم في خمسة أماكن أساسية يطلق عليها "الحلقات". إحدى هذه الحلقات هي حلقة شمال المحيط الهادي، والتي يبلغ حجمها مرتين حجم الولايات المتحدة الأمريكية.
تبدو المخلفات البلاستيكية الصغيرة للأسماك والطيور طعامًا؛ وهي تؤدي في نهاية المطاف إلى موتها بعد تناولها. وعلاوة على ذلك، فإن هذه المخلفات تحتوي على مواد كيميائية مثل الـ DDTs والـ PCBs، والتي تدخل سلسلة الغذاء عندما تتناولها الكائنات البحرية الصغيرة ليتناولها البشر في النهاية.
والحل الأمثل لمشكلة المخلفات البلاستيكية هو إزالتها؛ علينا أن نغلق الصنبور عن طريق وقف اعتمادنا على الأدوات ووسائل التعبئة البلاستيكية. كما نحتاج إلى إدارة جيدة للمخلفات على مستوى العالم، وإلى توعية أكثر بالمشكلات التي تسببها المخلفات. وكل ذلك سيتطلب تغييرات جذرية على المستويات التشريعية، والصناعية، والفردية.
ولكن، حتى وإن أغلقنا الصنبور، فمازلنا نحتاج إلى التخلص من الكم الهائل الموجود بالحلقات، فماذا نفعل؟
طوَّر رجل الأعمال الشاب بويان سلات كاسحًا من المعدات الطافية المصمم لمسح أكثر من 7 ملايين طن من المخلفات البلاستيكية المحتجزة في الطبقات العليا من الحلقات.
شرح سلت فكرته في حديث له بمؤتمر التكنولوجيا، والترفيه، والتصميم (TED). عندما نضع في الاعتبار أننا في حاجة إلى تقليل الخسائر المالية، والبيئية، وتكاليف التنقل، فإنه من الممكن الاعتماد على التيارات المائية المتحركة في المحيط بدلًا من التحرك حول المحيط، وذلك عن طريق الكاسحات وتثبيت السفن بقاع البحر وترك التيارات المائية تتولى الأمر. فبهذه الطريقة يمكننا توفير كم هائل من المجهود الشاق، والأموال، والانبعاثات.
والكاسح مصنوع من منصات مربوطة بشكل متعرج ومثبتة بقاع المحيط. تقود التيارات المائية بالمحيط المخلفات البلاستيكية باتجاه المنصة، والتي يمكن استخدام الطاقة الشمسية وحركة الأمواج لتشغيلها. ويتم استخدام أعمدة طافية طويلة لتجميع المخلفات البلاستيكية وذلك مع نسبة خطأ قليل.
وفقًا للتقديرات الحالية، فإن منافع إعادة التدوير ستتخطى تكاليف تنفيذ المشروع بكثير. وعلي الرغم من أن جودة البلاستيك أقل من المواد البلاستيكية الأخرى المعاد تدويرها، فيظل من الممكن خلطه مع أنواع أخرى من البلاستيك لإخراج منتجات عالية الجودة.
لن تؤثر كاسحات المحيط على الطرق الملاحية؛ حيث يتم وضعها بالموازاة معها لتجنب أية مشكلات. بالإضافة إلى ذلك، تقع أغلب الحلقات بمنأى عن مناطق الملاحة.
يأمل هذا المشروع في تطوير كاسحات تعمل في دلتا الأنهار وغيرها من الممرات المائية التي تنقل البلاستيك إلى المحيطات. فمن شأن ذلك أن يقلل كثيرًا من وصول مخلفات بلاستيكية جديدة إلى المحيطات.
نحن بحاجة إلى الإيمان بأنفسنا لتنفيذ مثل ذلك المشروع، وعلينا أن نتذكر أننا نحن من تسبب بهذه المشكلة، وأننا من صنعنا المادة المسئولة عن حدوث المشكلة.
المراجع
http://mashable.com/2013/03/27/ocean-array-plastic/
http://www.theoceancleanup.com/
http://www.boyanslat.com/TEDx/
http://news.discovery.com/tech/robotics/ocean-array-7-million-tons-plastic-130326.htm#mkcpgn=rssnws1
Banner image © 2024 The Ocean Cleanup.