المقالات

العطور الاصطناعية: نعمة أم نقمة؟

شارك

تُسوَّق إعلانات التجار لعدد متنوع من الروائح في صورة منتجات عديدة؛ ومنها معطرات الجو، ومعطرات الجسم، وعطور الشعر، وزيوت الجسم. ومروجو تلك المنتجات على يقين بأننا معرضين لمختلف الروائح يوميًّا؛ الأمر الذي يساعدهم على جذب المستهلكين بتحفيز حواسهم من خلال حملاتهم التسويقية. والأروع من هذا أنهم ينتجون كل تلك الروائح والعطور لتلبية حاجة السوق في وقت قياسي، ولكن كيف يتمكنون من هذا؟

لأن السوق غير مستعدة لتلبية عدد هائل من طلبات المنتجات ذات الروائح والعطور الطبيعية، اختار المنتجون الطريق السهل، ألا وهو إنتاج العطور الاصطناعية؛ وعلى الرغم من رائحتها الطيبة، فهي ليست صديقة للإنسان. فما العطور الاصطناعية إذًا؟ وما مكوناتها الرئيسية؟

العطور الاصطناعية عطور يصنعها الإنسان مستخدمًا مكونات سامة؛ مثل الفثالات والبارابين. وكشفت أحدث التجارب وبحث أجرته المؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين عن سوق العطور، أن هذه السموم تسبب اختلالات في الغدد الصماء؛ فهي مواد كيميائية قد تحاكي الهرمونات الموجودة في جسم الإنسان، والمعروفة باسم نظام الغدد الصماء، أو تعبث بها. وأظهرت الدراسات الحديثة المشار إليها في البحث، أنها تتعلق بالتقلبات المزاجية، والسرطان، والعقم، ومشكلات صحية عديدة.

تُستخدم هذه المكونات السامة في صناعة منتجات عديدة لأنها رخيصة الثمن، كما تنتج روائح تشبه المنتجات المصنوعة من روائح طبيعية. وتُستخدم الفثالات والبارابين لأنها تساهم في ثبات العطر، كما يُصنع منها منتجات أنعم؛ والأهم من ذلك، أنها تترك رائحة تدوم لساعات طويلة. ورغم ذلك، لا تنتمي تلك المكونات إلى صناعة المستحضرات التجميلية لما تحتويه من سموم تساعد على الحفاظ على المواد الكيميائية.

فالبارابين يدخل في صناعة بعض المنتجات اليومية، مثل مستحضرات الوقاية من الشمس ومنتجات الشعر والمكياج. ومن يستخدمون تلك المنتجات بانتظام يتعرضون إلى جرعة أعلى من المواد الكيميائية والبارابين التي تؤثر في الهرمونات والغدد الصماء. ومن ثم نلاحظ تشخيص عديدين حول العالم بالإصابة بمشكلات في الغدد الصماء أو بالخلل الهرموني دون وجود سبب واضح.

وفق دراسة نُشرت بمجلة Journal of Exposure Science and Environmental Epidemiology (علوم التعرض وعلم الأوبئة البيئية) في عام 2018؛ إن النساء اللاتي يستخدمن منتجات تحتوي على البارابين يوميًّا لديهم في أجسامهن نسبة من البارابين أعلى 20 مرة من النساء اللاتي نادرًا ما يضعن المكياج؛  وتلك النسبة مثبتة علميًّا بفحص البول الذي يظهر نسبة التعرض العالية لهذه السموم. ومع ذلك، لا تزال مسألة التعرض العالي لمادة البارابين في تزايد، إذ تستخدم تقريبًا في جميع حافظات الطعام والزجاجات البلاستيكية وألعاب الأطفال.

يتزايد استخدام السموم الرخيصة يوم بعد يوم بسبب تكلفتها المنخفضة ومتانتها، للحفاظ على منتجات يومية عديدة بدءًا من الأطعمة والألعاب حتى منتجات العناية الشخصية. ولتحمي نفسك من التعرض الشديد لمادتي البارابين والفثالات، تأكد من استخدام منتجات خالية من البارابين، ولا تضع المكياج يوميًّا لتجنب خطر الإصابة بأمراض ومشكلات الغدد الصماء والأعضاء.

المراجع

ncbi.nlm.nih.gov

pubmed.ncbi.nlm.nih.gov

Cover Image by freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية