التوقيت الصيفي هو تحريك عقارب الساعة إلى الأمام ساعة واحدة في بداية الربيع، وتحريكها إلى الخلف ساعة واحدة في الخريف. والهدف الرئيسي لهذا التوقيت هو إطالة ساعات النهار في المساء، بما يوهمنا بأن اليوم أطول مما هو عليه في الواقع.
البدايات
استحدث جورج فيرنون هدسون، عالم الحشرات النيوزيلندي، فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة عام 1895؛ حيث أراد أن يجد طريقة لصيد الحشرات لأطول فترة ممكنة خلال النهار. ولذلك، أيد تأخير ساعتين لتمديد ساعات النهار إلى المساء.
وبعد مرور عشرة أعوام، اقترح ويليام ويلت، وهو مهندس بناء بريطاني شغوف بالأنشطة الخارجية، الفكرة نفسها لتحقيق الاستفادة القصوى من ضوء النهار، خاصة خلال أشهر الصيف. ولكنه اقترح فقط تقديم الساعة بمقدار 20 دقيقة في أبريل وتأخيرها في سبتمبر.
إلا أن الفكرة لم تلق رواجًا كبيرًا حتى عام 1916 حين تبنت النمسا وألمانيا التوقيت الصيفي بهدف توفير الطاقة والوقود خلال الحرب العالمية الأولى. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت دول أخرى تعديل توقيتها أيضًا، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
الجدال
على مرِّ السنين، تبنت دول عديدة نظام التوقيت الصيفي، في حين رفضت دول أخرى الفكرة تمامًا. فبينما يرى بعض الناس الجوانب الإيجابية لامتداد ساعات النهار، لا يفضل آخرون هذه الفكرة. وقد أشعل ذلك جدالًا مستمرًا حول ما إذا كان التوقيت الصيفي في صالح المجتمع أم لا.
فوائد التوقيت الصيفي
للتوقيت الصيفي بعض الفوائد ذات التأثير الإيجابي في حياتنا اليومية والمجتمع ككل.
وعلى رأس القائمة تأتي إمكانية تمتعنا بصور النهار لساعات أطول تمتد إلى المساء. فمن منا قد لا يستمتع بالتنزه مساءً بينما لا يزال ضوء الشمس مشرقًا، أو بقضاء وقت خارج المنزل بعد انتهاء يوم العمل أو المدرسة؟
وهذا يؤثر مباشرة في الاقتصادات المحلية؛ لأن زيادة ساعات النهار تعني زيادة الإنفاق الاستهلاكي. فكلما زادت ساعات النهار، زادت احتمالية خروج الناس والاستمتاع بأنفسهم؛ سواءً كان ذلك بتناول الطعام بالخارج أو التسوق أو المشاركة في الأنشطة الترفيهية.
وهذا يقودنا إلى الميزة الثالثة لنظام التوقيت الصيفي؛ ألا وهي زيادة أمان الطرق. فمن ناحية، أظهرت الأبحاث أن الرؤية الأفضل تساهم بشكل كبير في تقليل حوادث الطرق. ومن ناحية أخرى، يقل عدد الجرائم لأن ساعات النهار الأطول تحدُّ من قدرة المجرمين على ارتكاب الجرائم.
ومن الفوائد الرئيسية الأخرى لنظام التوقيت الصيفي أنه يساعد على خفض تكاليف الطاقة. ويعود هذا إلى قلة الطلب على إضاءة المنازل والمكاتب في ظل وجود ضوء الشمس لساعات أطول.
عيوب التوقيت الصيفي
رغم المميزات العديدة للتوقيت الصيفي، فإن الأمر أكثر من مجرد تحريك عقارب الساعة للأمام بساعة واحدة فحسب.
وأبرز عيوب هذا التوقيت هو احتياج الناس لبعض الوقت حتى تتمكن أجسامهم من التكيف مع الروتين الجديد. وقد أشارت الدراسات إلى أنه مع تكيف أجسامنا مع التوقيت الجديد، تحدث عادةً قلة ملحوظة في الإنتاجية وزيادة في إصابات العمل؛ بوصفهما نتيجة مباشرة لانخفاض التركيز وزيادة التعب.
الخلاصة
إذًا، هل أنت مع التوقيت الصيفي أو ضده؟ الشيء المؤكد هو أن مستقبل هذه الممارسة سيتطور، مما يحقق توازنًا أفضل بين العمل والحياة يهدف إلى زيادة الإنتاجية بدلًا من تقليلها. بالإضافة إلى ظهور طرق أكفء للحفاظ على الطاقة وتحسين الصحة العامة بشكل عام.
المراجع
popularmechanics.com
entrepreneur.com
popularmechanics.com
ourmidland.com
pubmed.ncbi.nlm.nih.gov
The builder who changed how the world keeps time (bbc.com)
Cover Image by freepik