العالم في أعينهم: على اليابسة

شارك

إذا كنت تظن أن كلَّ المخلوقات الكائنة على سطح هذا الكوكب ترى الأشياء مثلما نراها نحن البشر فأنت مخطئ تمامًا؛ فتعتمد رؤية الكائنات الحية للبيئة المحيطة على كيفية معالجة أعينها للضوء.

يتميز الجنس البشري برؤية ثلاثية للألوان؛ وذلك لأن أعيننا بها ثلاثة أنواع من المستقبلات الضوئية، وهي الخلايا المخروطية الحساسة للألوان الأحمر، والأخضر، والأزرق. كما يوجد نوع آخر من المستقبلات الضوئية يعرف بالخلايا العصوية، وهي مسئولة عن الكشف عن كميات الضوء الضئيلة؛ مما يمكننا من الرؤية في الظلام. على الجانب الآخر، لدى بعض الحيوانات نوعان فقط من المستقبلات الضوئية؛ مما يجعلها مصابة بعمى ألوان جزئي، في حين تتمتع أنواع أخرى بأربعة أنواع من المستقبلات؛ مما يتيح لها فرصة رؤية الأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى أنواع يمكنها رؤية الضوء المستقطب، أي موجات الضوء المتذبذبة على نفس المستوى.

ويؤكد العلماء على أن الرؤية الحادة للألوان تساعد الحيوانات على إيجاد الطعام على اليابسة أو في البحر. فعلى سبيل المثال، الرؤية الحادة للألوان تساعد الحيوانات على التفريق بين الفاكهة الحمراء الناضجة والفاكهة الخضراء غير الناضجة. والقدرة على رؤية الألوان تساعد الحيوانات أيضًا على تحديد الحيوانات المفترسة أو أي شيء آخر ينوي مهاجمتها.

إذًا، كيف ترى الحيوانات العالم من حولها؟

القطط والكلاب

القطط والكلاب مصابة بعمى الألوان؛ فهي ترى ظلالًا باهتة فقط للألوان. وكثير منها رؤيته تشبه رؤية البشر المصابين بعمى ألوان ولا يستطيعون التفريق بين الأحمر والأخضر. فوفقًا لدان إريك نيلسون – أستاذ علم الحيوان بجامعة لوند بالسويد، وأحد مؤلفي كتاب "عيون الحيوانات" – فإن رؤية القطط مشوشة ست مرات أكثر منا خلال النهار، ولكنها تتفوق علينا ليلاً، هذا بالإضافة إلى حساسيتها للحركة. ويرجع هذا إلى امتلاكها خلايا عصوية أكثر من البشر؛ مما يتيح لها فرصة الصيد ليلاً.

الأحصنة

على غرار الحمار الوحشي، تتجه عيون الأحصنة نحو الجانبين؛ لتمنحها رؤية شاملة للبيئة المحيطة؛ مما يساعدها على تجنب الحيوانات المفترسة والهروب وقت اللزوم. ولكن، لتلك الحيوانات منطقة عمياء توجد أمام أنوفها مباشرةً، كما أنها تفتقد إلى الرؤية المزدوجة؛ بمعنى أن الحصان سيرى دائمًا صورتين أمامه ولا يمكنه اختزالهما في صورة واحدة كما يفعل البشر. وعلى الرغم من تمتُّع الأحصنة برؤية أفضل من رؤية البشر ليلًا، فإن رؤيتها للألوان ضعيفة؛ فيمكنها التمييز بين الأخضر والأزرق فقط، ولكنها في الغالب ترى البيئة المحيطة باللون الرمادي.

الأفاعي الجرسية

للأفاعي الجرسية رؤية غير واضحة للألوان خلال النهار؛ فتعتمد رؤيتها بشكل كبير على الحركة، ولكن رؤيتها للألوان جيدة جدًّا ليلاً. فهي تلتقط الإشارات فوق الحمراء لحرارة الأجسام الدافئة المحيطة بها؛ وذلك بفضل تمتعها بأجهزة استشعار خاصة تعرف بأعضاء الندبة.

وأعضاء الندبة هي زوجان من التجاويف على جانبي الأنف بين العين وفتحات الأنف، وفي كل تجويف يوجد غشاء رفيع للكشف عن الحرارة. وفقًا لدايفيد جوليوس – أستاذ بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو – يوجد مستقبل عصبي داخل خلايا الثعبان العصبية متصل بهذا الغشاء، وهذا المستقبل مسئول عن قدرة الثعبان على تحويل الأشعة تحت الحمراء إلى إشارات عصبية.

المراجع

http://nautil.us/

http://www.eyes-and-vision.com/

http://www.iflscience.com/

http://www.colormatters.com/

http://phys.org/

http://io9.com/

http://news.discovery.com/

Cover Image by freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية