هل من يسيرون خلال نومهم يقومون بتمثيل أحلامهم؟ هل من الصواب إيقاظهم؟ هل يسيرون أثناء نومهم بسبب شعورهم بالذنب؟ هل فقدوا صوابهم؟ وحينما يسيرون خلال نومهم، هل يفعلون ذلك وأذرعهم مفرودة تمامًا وأعينهم مغمضة؟
إن السير خلال النوم حقًّا ظاهرة محيرة. فمن هم في سبات عميق قد يتجولون، أو يرتدون ملابسهم، أو يجلسون، أو يتحدثون بكلام غير مفهوم؛ وعادة عندما يستيقظون في صباح اليوم التالي لا يتذكرون أنهم قد فعلوا أيًّا من ذلك حينما كانوا نيامًا.
والسائرون خلال نومهم ليس لديهم شعور بالذنب، ولا يقومون بتمثيل أحلامهم، وقطعًا لم يفقدوا صوابهم؛ فهو مجرد اضطراب في النوم. ويحدث اضطراب السير أثناء النوم في مرحلة من النوم يطلق عليها نوم حركة العين غير السريعة (نوم اللَّاريم)؛ وهي مرحلة يصبح فيها العقل خاملاً بينما لا يزال الجسم نشطًا. من ناحية أخرى، فإن مرحلة نوم حركة العين السريعة (نوم الرِّيم)، والتي يحلم الفرد خلالها، هي التي يكون فيها العقل نشطًا بينما يكون الجسم خاملاً.
ما زالت أسباب حدوث اضطراب السير أثناء النوم لغزًا؛ إلا أن هناك بعض الاحتمالات. فقد يوصف السير أثناء النوم بأنه "خطأ في التوقيت والتوازن"، كما يوصف أيضًا بأنه اضطراب عند التيقظ، عندما يقوم شيء بتنبيه العقل للتيقظ من سبات عميق؛ فيُترك الفرد في مرحلة ما بين النوم واليقظة. بعبارة بسيطة، يحدث السير أثناء النوم عندما يكون الجسم مستيقظًا والعقل ما زال نائمًا.
في بعض الأحيان، يرتبط السير أثناء النوم بالجينات. والسير أثناء النوم أكثر شيوعًا عند الأطفال عن البالغين؛ ويرجع ذلك لاحتمالات عدة. فهرمونات النمو عند الأطفال أثناء مرحلة النمو تطلق أثناء نوم اللَّاريم؛ وهناك احتمال أن تنبه تلك الهرمونات عملية التيقظ والتي تؤدي إلى السير أثناء النوم. ويفسر البعض الظاهرة بأن عقول الأطفال "غير ناضجة بدرجة كافية لفهم دورتي النوم واليقظة".
والسير أثناء النوم عند الأطفال في الواقع ليس مسألة مثيرة للقلق؛ فمن الطبيعي أن يتلاشى من عندهم مع الوقت. إلا أن تلك الظاهرة عند البالغين أمر مختلف، وخاصة إذا بدأت في مرحلة البلوغ؛ ففي هذه الحالة، تصبح مسألة مثيرة للقلق. فإما أن تكون مرتبطة باضطرابات النوم أو بالاضطرابات الدماغية العضوية؛ مثل داء باركنسون والزهايمر.
معظم من يسيرون وهم نائمون يفعلون ذلك وهم فاغرو العينين؛ حيث تكون لهم نظرة ثابتة، ووجه بلا تعبير. وعادة، لا يقوم السائرون أثناء النوم بإيذاء أنفسهم ولا بإيذاء الآخرين؛ ولكن في بعض الحالات قد يشكلون خطرًا على أنفسهم وعلى الآخرين.
وليس هناك ضرر من إيقاظ الفرد الذي يسير خلال نومه؛ ولكن ينصح بأخذه إلى السرير برفق؛ حتى لا يتسبب في أي ضرر. ومن المفضل أن ينام السائر خلال نومه في مكان آمن؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك طفل يسير خلال نومه، يفضل عدم نومه في سرير بطابقين. وعلاوة على ذلك، ينبغي على الوالدين التأكد من غلق الأبواب والنوافذ.
والسير أثناء النوم بوصفه حالة قد تكون ضارة بمن يسير وهو نائم له بعض العلاجات، وأحدها التنويم المغناطيسي؛ كما تستخدم الأدوية أيضًا لإنهاء السير أثناء النوم. ولأن السير أثناء النوم في بعض الأحيان قد يحدث بسبب الحرمان من النوم، فزيادة قسط النوم يمكن أن يساعد في إنهاء تلك المشكلة.
يعتقد بعض الناس أن السير أثناء النوم أمر مضحك؛ إلا أنه قد تم الإبلاغ عن عدد من الجرائم كان الفاعل فيها يسير وهو نائم. لذلك فالسير أثناء النوم مشكلة ينبغي ألا تترك دون علاج؛ فهو أمر طفيف في حد ذاته ولا يستدعي القلق، إلا أن ما يقدر على فعله السائر وهو نائم دون وعي شيء ينبغي أخذه على محمل الجد.
المراجع
sleepfoundation.org
science.howstuffworks.com
Cover Image by wayhomestudio on Freepik