البلاستيك.. الصديق والعدو اللدود: استخدام البلاستيك في الأعمال الفنية

شارك

البلاستيك كان ولازال أحد أهم اختراعات البشرية وأنفعها، بل وأضرها في الوقت نفسه؛ فكيف ذلك؟

يعود تاريخ البلاستيك إلى منتصف القرن التاسع عشر، ولكن تبلورت صناعة البلاستيك الحديثة في القرن العشرين. ومنذ بداية خمسينات القرن العشرين تطورت استخداماته وزاد الطلب عليه، كما تم الاستغناء تدريجيًّا عن خامات كثيرة، مثل الزجاج والفخار والمعادن، واستخدام البدائل من البلاستيك؛ وذلك لسهولة استخدامه، وألوانه المبهرة، وخفة وزنة، ومرونته ومتانته المذهلة.

تاريخ البلاستيك. المصدر:www.wastetrade.com

في الماضي اعتمد الإنسان على الخامات سالف ذكرها، مثل عبوات المياه المصنوعة من الزجاج أو الفخار أو المعادن مثل النحاس؛ وكلها مواد أمنة على الصحة، ولكنها مكلفة وسهلة الكسر. إلى أن ظهرت إمكانيات البلاستيك التي لا حصر لها؛ فهو غير قابل للكسر، ويمكن إعادة استخدامه، وخفيف الوزن، ورخيص الثمن مقارنة بخامات أخرى، وله مظهر جذاب وألوان مبهرة.

حقائق علمية

وفق التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP في إبريل 2024، يُنتج العالم 430 مليون طن متري من البلاستيك سنويًّا؛ ثلثاها منتجات قصيرة العمر وسرعان ما تصبح نفايات، وقد يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2060. وقد شهد إنتاج البلاستيك العالمي واستهلاكه نموًا هائلًا منذ خمسينيات القرن الماضي؛ إذ بلغ إنتاجه نحو 9.2 مليار طن، وتحولت 7 مليارات طن منها إلى نفايات. وقد نتج عن هذا الإنتاج والاستهلاك الهائل أضرارًا بيئية مرعبة، أثرت في معظم الكائنات الحية بالسلب. فتُشكِّل المواد البلاستيكية أعلى نسبة من القمامة البحرية وأكثرها ضررًا وبقاءً؛ إذ تُمثل 85⁒ على الأقل من إجمالي حجم النفايات البحرية.

فهل تعلم بوجود منطقة ضخمة في المحيط الهادي تكونت من مخلفات البلاستيك التي تلقي في المجاري المائية والبحار! تبلغ مساحة هذه الجزيرة نحو 1.6 مليون كيلو متر مربع تقريبًا، وأطلق العلماء عليها اسم «دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ Great Pacific Garbage Patch». وهي عبارة عن كميات ضخمة جدًّا من النفايات البلاستيكية تجمعت في المحيط الهادي بين كاليفورنيا وهاواي، إذ يطفو أكثر من 79 ألف طن من النفايات في مياه المحيط.

وعلى المستوى المحلي، تستهلك مصر نحو 13 مليار زجاجة مياه سنويًّا؛ ما يقدر بنحو 12 مليار كيس بلاستيك، وهي أرقام ضخمة تتطلب من الجميع إعادة النظر في الأمر.

دور المجتمع في الحد من مشكلات البلاستيك وأضراره

على المجتمعات إيجاد طرق للحد من أضرار استخدام البلاستيك، وخاصة البلاستيك أحادي الاستخدام؛ مثل زجاجات المياه والأكياس البلاستيكية. وأولى الطرق هي إيجاد البدائل؛ فإعادة استخدام الزجاج والفخار والمعادن وتوعية المجتمعات بمدى أهمية استخدام هذه الخامات وتأثيراتها الصحية أمر ضروري، وثانيها هي إعادة استخدام البلاستيك! فقد انتشرت في الفترات الأخيرة مؤسسات عديدة تهتم بعملية إعادة استخدام البلاستيك وعمل منتجات مختلفة من الزجاجات والأكياس والعبوات الفارغة وأغطية الزجاجات.

نستعرض معكم بعض الأعمال الفنية التي يمكن عملها باستخدام البلاستيك:

1– لوحات الفسيفساء من أغطية الزجاجات الملونة

تمتاز أغطية زجاجات المياه بألوانها المبهرة كما أنها مصنوعة من بلاستيك ذي صلابة والذي يُستخدم في تصنيع الزجاجات البلاستيكية أحادية الاستخدام؛ وكلها تتمتع تقريبًا بالمقاس نفسه. ولذلك يمكن استخدامها في صناعة لوحات ملونة أو أرضيات بطريقة الترصيع مثل الفسيفساء.

 Source: Link

 Source: Link

2– زجاجات المياه البلاستيكية بديلًا للطوب

يمكننا استخدام زجاجات المياه البلاستيكية بديلًا للطوب في عملية البناء. ببساطة نملأ الزجاجات بالرمال أو المياه ونغلقها جيدًا، ثم نستخدمها في البناء مثلما نستخدم قوالب الطوب؛ فهي تمتاز بالصلابة وعدم التحلل أيضًا.

Source: Link

 Source: Link

 Source: Link

3– منحوتات ملونة وصديقة للبيئة

يمكن استخدام العبوات البلاستيكية المختلفة في عمل نماذج نحتية عملاقة؛ فكل ما نحتاج إليه مادة لاصقة، وبعض قطع السلك لعمل منحوتات ملونة وصديقة للبيئة.

 Source: Link

 Cover image source: Link

كانت هذه بعض الأفكار البسيطة لنحافظ بها على البيئة ونتخلص من العبوات البلاستيكية بطريقة سهلة ونظيفة.

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية