حلو أم مالح: أيهما الخيار الأفضل لإفطار صحي؟

شارك

في سعيي إلى اتباع أسلوب حياة صحي واعتماد نظام غذائي غني، امتلأت محركات البحث الخاصة بي بمحتوى مهووس بالصحة؛ من مقالات علمية إلى مقاطع فيديو على الفيسبوك أو اليوتيوب لأشخاص مختلفين يزعمون أنهم خبراء في التغذية والصحة ويتحدثون عن أفضل طريقة للتغذية الصحية. وبعد مشاهدة فيديوهات لتمارين رياضية مكثفة، وتجربة الأنظمة الغذائية للمشاهير من خلال مقاطع الفيديو التي يبثونها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والاستماع إلى التسجيلات الصوتية للأطباء والمدربين الرياضيين الذين يتحدثون عما يجب وما لا يجب فعله، وما إلى ذلك، لم أستغرب أن أجد نفسي منغمسة في نقاش لا نهاية له حول وجبات الإفطار.

يعد كثيرون، ومن بينهم أنا، أن وجبة الإفطار أهم وجبة. فهذه الوجبة لا تمنحني الطاقة لليوم فحسب، بل إن تناول وجبة إفطار جيدة وغنية هي ما أتطلع إليه في الليلة السابقة. وعادةً ما تتضمن ملحمة وجبة الإفطار مقارنات لا نهاية لها حول أي بلد يقدم أفضل وجبة إفطار. ولكن مصطلح «أفضل وجبة» غامض إلى حد هائل؛ إذ يمكن أن يشير إلى وجبة إفطار صحية مغذية أو إلى وجبة إفطار لذيذة فحسب.

وعمومًا، يوجد نوعان من وجبات الإفطار: حلوة ومالحة. عند التفكير في وجبة إفطار حلوة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن وجبات الإفطار الأمريكية أو الأوروبية التي تحتوي على فواكه غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف. ومع ذلك، فإن وجبات الإفطار التي تحتوي على أغذية غير صحية أو أطعمة معالجة –مثل المعجنات أو الحبوب أو الفطائر مع الشراب السكري– مرتبطة بارتفاع مستويات السكر في الدم، وضعف الصحة الأيضية، واضطراب الشهية. فإذا كان أول ما تتناوله في الصباح أطعمة غنية بالسكر، سترتفع مستويات السكر في الدم بسرعة، مما يجعلك تشعر بالانزعاج والجوع بمجرد أن يقوم الإنسولين بعمله.

من ناحية أخرى، عادة ما تشمل وجبة الإفطار المالحة البيض واللحوم الخالية من الدهون والخضروات. وتبين أن تناول وجبات الإفطار المالحة التي لا ترفع مستويات السكر في الدم يمكن أن تعزز مستويات الطاقة والتركيز. تعد وجبة الإفطار المالحة تُعد بديلًا صحيًّا، خاصة إذا ما قورنت ببديلتها الحلوة. ومع ذلك، فإن الوجبة المالحة الغنية بالدهون قد تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والدهون غير الصحية، وذلك في حالة احتوائها على اللحوم المصنعة أو الأجبان عالية الدهن.

ولهذا السبب فإن التوازن هو المفتاح لمحاولة اتباع نظام غذائي صحي ومغذي. وحيث إن لكل من نوعي وجبات الإفطار إيجابياتها وسلبياتها، يتضح أنه لا يوجد إجابة معينة صحيحة. ولكن يمكنك إضافة بعض التعديلات على وجبتك الرئيسية الأولى في اليوم.

إذا وجدت نفسك تميل إلى تناول الحلويات بشكل متكرر، فقد يكون من المفيد دمج العناصر الغذائية المتوازنة، مثل دقيق الشوفان مع الفواكه الطازجة، أو الزبادي اليوناني مع العسل والتوت، أو الخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة مع زبدة المكسرات وشرائح الموز. ولمحبي الإفطار المالح الذين يريدون البقاء خفيفين طوال اليوم، فقد يحتاجون إلى اختيار الخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة مع الأفوكادو والبيض المسلوق، أو الأومليت مع الخضروات، وما إلى ذلك.

تذكر أنك لست مضطرًا إلى تجويع نفسك أو التخلي عن بعض الأطعمة المفضلة، بل تحتاج فقط إلى تعلم كيفية اختيار الأفضل.

المراجع

ncbi.nlm.nih.gov

healthline.com

womenshealthmag.com


Cover image designed by Freepik

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية