جرثومة المعدة: الغزو الصامت للمعدة
شارك
من منا لا يهتم بصحته ويشعر بالقلق حيال آلام غامضة قد تصيب معدته أحيانًا؟ بين طيات هذا الغموض تكمن أسباب عديدة، من بينها عدو خفي يعيش داخل أجسامنا دون أن نشعر به يسمى «جرثومة المعدة». في هذا المقال، نأخذك في رحلة لاستكشاف بعض أسرارها.
ما جرثومة المعدة؟
تعد نوعًا من أنواع البكتريا التي تصيب المعدة ومنطقة الاثنى عشر –الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة– وتعرف علميًّا باسم Helicobacter Pylori، وتشير التقديرات أن أكثر من نصف سكان العالم مصابون بها.
كيف تحدث الإصابة بجرثومة المعدة؟ وما أضرارها؟
إن الطريقة التي تغزو بها جسدك مألوفة؛ فهي تتواجد في لعاب وبراز الشخص المصاب، لذا فإنها تتسلل إلى معدتك والاثنى عشر عن طريق الطعام والشراب الملوث أو الأيدي غير النظيفة.
تتشبث جرثومة المعدة بجدار معدتك والاثنى عشر، أو تغزو الطبقة المخاطية المبطنة لهما؛ حيث تتكاثر مفرزة إنزيمًا خاصًا بها يحميها من حموضة معدتك. وكلما تكاثرت البكتريا، كلما تآكلت بطانة معدتك والاثنى عشر محدثةً تلفًا في نسيجيهما؛ فينتج عن ذلك ألم والتهاب وقرح مؤلمة.

Source: freepik.com
ما أعراضها ومضاعفاتها؟
تخيل أن 20% فقط ممن يصابون بجرثومة المعدة تظهر عليهم الأعراض، وأما الآخرون لا تظهر عليهم أي أعراض وقد يمتد ذلك لعدة سنوات، والأسباب غير معروفة. وتشمل الأعراض آلام غير معلومة المصدر وتكون مفاجأة وشديدة في معدتك، ويكون لهذا الألم أشكال عديدة؛ فيمكن أن يكون مستمر ولا ينتهي، أو يحدث 2-3 ساعات بعد الأكل، أو يأتي ويذهب لعدة أيام أو أسابيع، أو يحدث في منتصف الليل عندما تكون معدتك فارغة، أو يذهب الألم عندما تأكل أو تتناول أدوية الحموضة.
تشمل الأعراض أيضًا الشعور بالانتفاخ، والغثيان، والتجشؤ، وبراز أسود أو به دم، وقيئ به دم أو قيئ مثل لون القهوة، وينتج عن النزيف أنيميا، ونقص الوزن نتيجة القرح الهضمية وفقدان الشهية. وإذا استمرت الأعراض لفترة طويلة دون علاج فإنها تؤدي إلى حدوث مضاعفات عديدة مثل قرح هضمية مؤلمة في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وتآكل بطانة المعدة، ونزيف وخرق جدارها، ومنع مرور الطعام إذا كانت القرحة في مكان خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء، ويمكن أن يتطور الأمر إلى سرطان المعدة.
كيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟
تبدأ رحلة التشخيص بملاحظة الأعراض، ثم إجراء بعض الفحوصات مثل: صورة دم، ومزرعة براز، واختبار تنفس، ومنظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
ويعتمد العلاج على عدة عوامل مثل الأعراض ومدى خطورتها، والعمر، والصحة العامة. ويتضمن استخدام المضادات الحيوية للقضاء على الجرثومة، كما يمكن استخدام حاصرات مستقبلات الهيستامين 2، ومثبطات مضخة البروتون، وواقيات بطانة المعدة.
ختامًا
تعد الوقاية الخيار الأمثل؛ فلا يوجد مصل مضاد لجرثومة المعدة حتى الآن، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق اتباعك عادات صحية تساعدك على البقاء بأمان من العدوى مثل: غسيل اليد جيدًا بالماء والصابون، وخاصة بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام، والتأكد من نظافة الأكل وأن قد تم طهيه جيدًا، والتأكد من نظافة مياه الشرب.
المراجع
hopkinsmedicine.org
medlineplus.gov
my.clevelandclinic.org
webmd.com
Cover image designed by Freepik