أشهر عشرة أطفال معجزين في العصر الحديث
شارك
عرَّف علماء النفس «المعجزة» بأنه شخص يمتلك موهبة مفرطة؛ شخص متفوق للغاية في مجال ما وليس جميع المجالات عادة، فيتفوق على أقرانه بسنوات. عادة ما يظهر هذا الإعجاز في الأطفال في مجالات الرياضيات، أو اللغة، أو الفن، أو الموسيقى؛ وقد يشمل أيضًا الشطرنج حتى الرياضة.
وقد تظهر علامات الإعجاز في الأطفال من سن السنتين أو الثلاث؛ فعلى سبيل المثال، كان موتزارت يؤلف السيمفونيات ويعزفها وهو في الخامسة من عمره. ومن ناحية أخرى، تمتع بيكاسو بطفولة مثمرة؛ حيث قضاها في رسم اللوحات الرائعة، فقد ظهر اهتمامه بالفن منذ أن بدأ بالكلام. وقد كان والد بيكاسو أستاذًا للرسم، وهو من اكتشف رسوماته وهو في الثالثة عشرة من عمره.
في بعض الحالات، تولد الموهبة في هؤلاء الأطفال وتصنع كذلك؛ فمنهم من يولد متمتعًا بذاكرة قوية وعقل قوي يمكنهم من ربط الخبرات وتنظيمها. ويمكن تنمية الموهبة عن طريق منح الأطفال الفرص والجوائز لأعمالهم المتميزة، أو تدريبهم، أو توجيههم.
تاريخيًّا، كانت هناك محاولات عديدة لتصنيف الناس إلى فئات حسب ذكائهم، وذلك وفقًا لأدائهم في اختبار ذكاء موحد نسبة لمتوسط أداء الآخرين من نفس العمر. فاقترح لويس تيرمان الذي قام بتطوير الفكرة الأصلية لاختبارات الذكاء في عام 1916 هذا المقياس لتقسيم نقاط نتائج الاختبار على النحو التالي: الذكاء العادي (90-109 نقاط)، والذكاء الخارق (110-119 نقطة)، والذكاء الخارق للغاية (120-140 نقطة)، والعبقرية أو شبه العبقرية (أكثر من 140 نقطة).
وهنا، نقدم لكم عشرة أطفال من أشهر المعجزات في العلوم من جميع أنحاء العالم اليوم دون ترتيب محدد.
- محمود وائل
وُلِدَ المعجزة المصرية محمود وائل في يناير 1999، وقد تمكن من حفظ جدول الضرب وهو في الثالثة من عمره، وبلغ معدل ذكائه 155 نقطة وهو في السادسة من عمره. في الحادية عشرة من عمره، فاز محمود بلقب «أذكى طفل في العالم» في موسوعة جينيس العالمية؛ وذلك لأن معدل ذكائه كان الأعلى بين أقرانه، بالإضافة إلى قدرته العقلية على حلِّ العمليات الحسابية المعقدة التي تحتوي على أرقام متعددة بنفس سرعة الحاسب الآلي.
يُعد محمود الأصغر في العالم الذي تمكن من حضور دورات في برمجة شبكات الحاسب الآلي، وقد التقى محمود بالعالم المصري الفائز بجائزة نوبل أحمد زويل، ويأمل أن يصبح أصغر عالم فائز بجائزة نوبل.
- أكريت جاسوال
وُلِدَ جاسوال في 23 إبريل 1993؛ وقد بدأ بالمشي في سن مبكرة، وبدأ الكلام قبل أن يتم عامه الأول، ويُقال إنه بدأ في قراءة كتب لشكسبير وهو في الخامسة من عمره. وبينما كان الأطفال الآخرون البالغون من العمر سبعة أعوام يلعبون ويتقمصون أدوار الأطباء، كان جاسوال يجري عملية جراحية فعلية. فلما لاحظ الأطباء حبه للعلوم وعلم التشريح سمحوا له بمشاهدة عمليات جراحية، وكان ذلك مصدر إلهام بالنسبة له؛ فسرعان ما تعلم كلَّ ما بوسعه عن الجراحة. وقد التحق جاسوال بكلية الطب وهو في الثانية عشرة من عمره، كما أنه بدأ في العمل على درجة الماجستير في الكيمياء التطبيقية وهو في السابعة عشرة من عمره.
- تانيشق أبراهام
يُعد تانيشق أبراهام من أصغر أفراد مجتمع منسا للعباقرة[1]؛ حيث انضم إليه عندما كان في الرابعة من عمره. وقد بدأت تظهر علامات عبقرية تانيشق في شهره الرابع؛ حيث بدأ في تصفح كتب الأطفال والإجابة عن أسئلة حول تلك الكتب بشكل صحيح. وفي الخامسة من عمره، أتم أبراهام دورات الرياضيات من خلال برامج جامعة ستانفورد التعليمية لرعاية الموهوبين في خمس مراحل – من الروضة إلى الصف الخامس – خلال ستة أشهر فقط. وقد ظهرت موهبته المذهلة بشكل أوضح عندما كان في السادسة من عمره؛ فحينها كان يدرس مواد الثانوية والجامعة. وعند بلوغه سن الحادية عشرة، كان أبراهام أصغر المتخرجين من جامعته في كاليفورنيا، كما أنه ينشر مقالات على موقع ناسا للعلوم القمرية.
- كيم يونج يانج
وصل معدل ذكاء الكوري كيم يونج يانج إلى 210، وقد وُلِدَ في عام 1962؛ فقد يكون كيم أذكى رجل على قيد الحياة اليوم. عندما كان كيم في الثالثة من عمره، استضافته جامعة هانيانج لحضور دروس الفيزياء. وهو في الرابعة من عمره، كان قادرًا على قراءة الكتب بجميع اللغات. وفي سن الخامسة، أصبح بارعًا في حلٍّ المسائل الحسابية المعقدة؛ وقبل إتمامه عامه العاشر، كان يتحدث ثماني لغات. وفي السابعة من عمره، قامت ناسا بدعوته للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ولاية كولورادو قبل إتمام عامه الخامس عشر.
- بريانشي سوماني
سوماني هي آلة حاسبة ذهنية [2]من الهند؛ فقد بدأت حساباتها العقلية وهي في السادسة من عمرها. وعند بلوغها عامها الحادي عشر، كانت سوماني أصغر مشاركة في بطولة كأس العالم للحسابات العقلية لعام 2010؛ حيث فازت بالكأس في ذلك العام. وقد تفوقت سوماني على 36 مشاركًا آخرين من 16 دولة؛ فقد احتلت المركز الأول عند حلها الجذر التربيعي لعشرة أعداد مكونة من ستة أرقام في وقت قياسي هو 6 دقائق و51 ثانية. كما أنها المشتركة الوحيدة في تاريخ المسابقة التي تمكنت من حلٍّ كلٍّ مسائل الجمع، والضرب، والجذر التربيعي بدقة 100٪.
- جاكوب بارنيت
عندما أتم عامه الثاني، تم تشخيص بارنيت بإصابته بمرض التوحد بدرجة تتراوح من المعتدلة إلى الشديدة؛ فقال الأطباء إنه لن يتمكن من الكلام أو القراءة، ولن يستطيع أن يعتمد على نفسه في الأنشطة الحياتية اليومية. إلا أن جاكوب قد أثبت أن الأطباء كانوا مخطئين؛ حيث تمكن من تلاوة الحروف الأبجدية بالترتيب الصحيح والعكس وهو في الثالثة من عمره.
وفي نفس العمر، وأثناء زيارته لقبة سماوية، أجاب جاكوب عن سؤال المحاضر حول لماذا تبدو أقمار كوكب المريخ بشكل غريب. وقد التحق جاكوب بجامعة إنديانا-بردو، في إنديانابوليس، وهو في العاشرة من عمره. وأثناء عمله على الماجستير، أكد أنه يومًا ما قد يتمكن من إثبات خطأ نظرية النسبية لأينشتاين. وهو يعمل حاليًّا على درجة الدكتوراه في الفيزياء الكمية.
- إليز تان روبرتس
كان معدل ذكاء أينشتاين 160 درجة؛ أما إليز روبرتس، فقد وصل معدل ذكائها إلى 156 وهي في الثانية من عمرها فقط. وبذلك، أصبحت أصغر عضوة في مجتمع منسا، محطمة الرقم القياسي الذي يحمله أوسكار ريجلي عندما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات. وقد قام الأستاذ جوان فريمان - الطبيب النفسي المتخصص في مجال التعليم - بوضع اختبار ذكاء معقد لروبرتس مدته 45 دقيقة، وذلك لإسكات المشككين وإثبات موهبتها. وقد ظهرت موهبة إليز في سن مبكرة جدًّا؛ فبدأت بالكلام وهي في شهرها الخامس فقط، وبدأت المشي بعد أن أتمت ثمانية أشهر، وبدأت الجري في الشهر العاشر.
- مارش تيان بوديهارديو
وُلِدَ مارش تيان بوديهارديو في هونغ كونغ، وقد كان أصغر من التحق بجامعة هونغ كونغ في سن التاسعة. وقد تفوق في دراسته؛ فحصل على درجة (A) في دورات الرياضيات المتقدمة، في حين حصل على درجة (B) في الإحصاء. وقد اشترك في برنامج مزدوج مصمم خصيصًا له؛ وذلك للحصول على درجتي بكالوريوس العلوم في علم الرياضيات والماجستير في فلسفة الرياضيات، التي أكملها في عام 2011؛ أي قبل أن ينتهي الوقت الأصلي للمنهج المصمم بعام واحد. وهو يدرس حاليًّا للحصول على الدكتوراه في الرياضيات في الولايات المتحدة الأمريكية.
- أينان كولي
في بعض الأحيان، تجتمع المكونات الصحيحة؛ لتخلق عبقريًّا كيميائيًّا. فألقى أينان كولي من كوالالامبور بماليزيا، البالغ من العمر الآن خمس عشرة سنة، محاضرة علمية عن الأحماض والقلويات في مدرسة بسنغافورة حين كان يبلغ من العمر ست سنوات فقط. وكان يبلغ من العمر سبع سنوات فقط عندما اجتاز امتحان الكيمياء للمبتدئين، وهو اختبار مخصص للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم من السادسة عشرة إلى ما فوق.
- جريجوري ر. سميث
ولِدَ جريجوري سميث في عام 1990. استطاع بسن الأربعة عشر شهرًا حفظ الكتب وتسميعها، وقد التحق بالجامعة وهو في العاشرة من عمره. عند تخرجه في الجامعة، كان أصغر طالب حاصل على درجة الماجستير من جامعة فيرجينيا. يسافر هذا الشاب حول العالم بصفته ناشط سلام في مجال حقوق الأطفال، وقد تم ترشيحه للحصول على جائزة نوبل للسلام وهو في الثانية عشرة من عمره فقط. وهو مؤسس منظمة مناصري الشباب الدولية، وهي منظمة تقوم بترويج مبادئ السلام والتفاهم بين الشباب في جميع أنحاء العالم.
أن يكون الطفل معجزة يعني أنه يمتلك موهبة هائلة، موهبة موجودة ببساطة ولا تحتاج إلى عقود حتى يصقلها. قد يثير الطفل المعجزة الذهول، والدهشة، والتعجب؛ فقد تشعرك موهبتهم أنك غير مؤهل، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنهم قد يعطونك أيضًا الأمل في الأشياء المدهشة والرائعة التي قد يقومون بها.
المراجع
listverse.com
www.britannica.com
www.cracked.com
thecairopost.youm7.com
www.therichest.com
bashny.net
www.therichest.coml
www.oddee.com
[1] منسا هو أكبر وأقدم مجتمع في العالم يضم الأشخاص ذوي معدلات الذكاء العالية، لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع: https://mensa.org/
[2] الآلات الحاسبة العقلية هم الأشخاص ممن لديهم موهبة هائلة في بعض مناطق الحساب الذهني، مثل مضاعفة أو قسمة أعداد كبيرة.
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد صيف 2016 «عقول شابة لامعة».