حافظ على الأشجار...حافظ على الكوكب

شارك

لا تمدنا الأشجار بمنظر رائع فقط، لكنها تمدنا بالحياة أيضًا، فعندما تتنفس نتنفس نحن أيضًا. صحيح أن الأشجار لا تنتج كل الأكسجين الموجود في غلافنا الجوي، لكنها تساعد على إنتاجه بشكل كبير. فمن خلال عملية التمثيل الضوئي، وهي عملية تقوم بها النباتات لإنتاج الجلوكوز الذي تحتاجه لتتغذى، يتم إنتاج الأكسجين. عندما يتنفس البشر، يستنشقون الأكسجين ويطلقون ثاني أكسيد الكربون. تقوم النباتات بالعكس تمامًا.

تقوم الأشجار بتجميع ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وللأشجار قدرة مذهلة – من خلال عملية التمثيل الضوئي – على تحويل جزيئات المياه وثاني أكسيد الكربون إلى جلوكوز وأكسجين، وهذا من حسن حظنا. ويمكن أن توفر الشجرة الناضجة كمية من الأكسجين تكفي حوالي ثمانية عشر شخصًا. وبالإضافة إلى مساعدة البشر على التخلص من ثاني أكسيد الكربون، تقوم الأشجار أيضًا بتنقية الهواء من الغازات الملوثة مثل أكاسيد النيتروجين، والأمونيا، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون. وبسبب التلوث والكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون، أصبح وجود الأشجار هامًّا للغاية؛ لأنها تقوم بمحاربة الاحترار العالمي.

لا تمدنا الأشجار بالهواء النقي فقط، ولكن لها دورًا هامًّا أيضًا تجاه التربة. فتستطيع الأشجار محاربة تآكل التربة. وتآكل التربة يعني نضوب التربة مما يتسبب في تقليل إنتاجيتها. ويحدث التآكل عندما تتعرض التربة للرياح أو المياه الشديدة على سبيل المثال. وتساعد جذور الأشجار على حماية التربة، كما تقوم الأوراق بالتصدي للرياح العاتية والمياه فتمنع تآكل التربة.

ومن المدهش أن الأشجار تعمل على تبريد الجو، وعندما نتطرق إلى موضوع تبريد الأشجار للهواء، نجد أن ما يتطرق له البعض هو استخدام الناس للأشجار كمصدر للظل خلال أيام الصيف الحارة لحماية أنفسهم من الحرارة وأشعة الشمس.

لحسن الحظ، تقوم الأشجار بأفضل من ذلك، فتمتص الأشجار مياهًا من التربة عن طريق جذورها وتقوم بإطلاق هذه المياه وبإطلاقها تبرد الجو. يطلق على هذه العملية اسم الترشيح، وهي مشابهة لعملية التعرق عند البشر، وخلالها لا يتم إطلاق المياه في شكلها السائل، بل يتم تبخيرها من خلال الأوراق، وهذا الفعل يبرد الأشجار والبيئة المحيطة بها.

والدور الحيوي الذي تؤديه الأشجار في تنقية الهواء ينبغي أن يشجع البشر على زراعة المزيد من الأشجار لإمدادنا بالمزيد من الأكسجين وتقليل ثاني أكسيد الكربون، من ثمَّ تقليل الآثار السيئة للاحترار العالمي. وللأسف، الأمر لا يسير على هذا المنوال، فيدمر البشر الأشجار لبناء مدن ومصانع أو لأسباب أخرى. وتظهر الإحصائيات أن أكثر من 50٪ من غابات العالم الاستوائية تم تدميرها.

يتم تدمير حماة البيئة كل يوم، وإذا لم يتوخَّ البشر الحذر، فسيعانون من إهمالهم الكبير للأشجار صديقة البيئة ومحاربة التلوث لاحقًا.

المراجع

forestry.about.com
ecokids.ca
treepeople.org
montgomerycountymd.gov
forestry.about.com
science.howstuffworks.com
earthobservatory.nasa.gov
livescience.com
iipdigital.usembassy.gov

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية