"إن أجمل الأشياء وأعظمها في الحياة لا يمكن رؤيتها أو لمسها، ولكن نشعر بها بقلوبنا". هيلين كيلير
تعد العينان والأذنان من أهم ما يمتلكه الجنس البشري من أعضاء؛ فهي تبقيه على اتصال بالعالم الخارجي. فقدان البصر أو السمع يمكن أن يكون مدمرًا ولكنَّ فقدانهما كليهما يقطع الاتصال بين الإنسان والعالم المحيط به تمامًا. هيلين كيلير، الكاتبة الشهيرة والمحاضرة والناشطة، ولدت في كامل صحتها. ثم أصابها مرض عندما كانت تبلغ 18 شهرًا، ونتيجة له فقدت بصرها وسمعها. وكان يمكن أن يصبح العالم بالنسبة لها مكانًا مظلمًا وصامتًا، ولكن لحسن الحظ لم يصبح كذلك.
كان التعامل مع طفل أعمى وأصم أمرًا صعبًا، فطلب والدا هيلين المساعدة. لعبت معلمة هيلين، آن سوليفان، دورًا كبيرًا في نشأتها ولا يمكن إنكاره. فبدونها، لعاشت في ظلام طوال حياتها. قامت سوليفان بتعليم هيلين كلمات جديدة بواسطة "هجاء الإصبع"، فعرَّفت هيلين بالعالم المحيط بها من خلال حاسة اللمس، عن طريق ربط الأشياء بحركات يد معينة. وكانت تقوم برش المياه على يد هيلين وتقوم بهجاء الكلمة على يد هيلين الأخرى؛ حتى تتعرف هيلين على ماهية الماء.
بذلت سوليفان مجهودًا خارقًا مع هيلين. وأطلق عليها مارك توين الكاتب الشهير والذي كان على صله بهيلين وسوليفان "المعلمة السحرية". ومن الجدير بالذكر أن الأسلوب الذي اتبعته سوليفان في تعليم كيلر ما زال مثالاً يحتذى به في تعليم الأطفال المصابين بالعمى أو الأطفال المصابين بالعمى والصم.
وكانت كيلير متمسكة بالتعليم، وبمساعدة رفيقتها الدائمة آن سوليفان، أكملت كيلير تعليمها وحصلت على ليسانس الآداب. تعلمت كيلير عدة طرق للتواصل؛ منها القراءة عن طريق لمس الشفاه، وطريقة برايل، والكلام، والكتابة الآلية، وهجاء الأصابع. ولكونها عمياء وصماء، لم يكن الكلام بالأمر السهل بالنسبة لها. ولم تشكل إعاقتها أي عائق بالنسبة لها، والتحقت بمدرسة هوراك مان للصم في بوسطن لتعلم الكلام. في كتابها "قصة حياتي"، وصفت الصعوبات التي تواجه الشخص الأعمى الأصم خلال تعلمه الكلام. واستطردت "هم لا يستطيعون التمييز بين نبرة الصوت ولا تمييز النغمات التي تعطي للكلمات أهمية بدون الاستعانة بأحد". وهي لم تتمكن يومًا من الكلام بطريقة طبيعية.
وبسبب الكارثة التي حلت بها، أصبحت كيلير أيقونة للعالم. ويجانب الكتابة وإلقاء المحاضرات، أسست كيلير مؤسسة هيلين كيلير العالمية، وهي مؤسسة غير هادفة للربح للوقاية من العمى والحد من سوء التغذية. وتعد هيلين كيلر شخصية ملهمة، فبالرغم من صعوبة حياتها، فإنها لم تفقد الأمل. فقد نجحت في حياتها ونجاحها يعني أنه بمقدره الشخص الأعمى الأصم القيام بالعديد من الأشياء، وبالقليل من المساعدة يمكنه الحياة بشكل طبيعي مثل الأشخاص الأصحاء إن لم يكن أفضل.
المراجع
biography.com
afb.org
brainyquote.com
hki.org
digital.library.upenn.edu