قرى صديقة للبيئة

شارك

مع تزايد الأدلة التي تؤكد على تسبب الإنسان في التغير المناخي الحالي، يجتمع الناس حول العالم في محاولة لتخفيض انبعاثات الكربون. يحاول البعض إيجاد بدائل لتقليل استخدام الوقود الحفري والممارسات الاستهلاكية. هناك تركيز على الإنتاج والاستهلاك المحلي، والحياه باستدامة على قدر المستطاع. وقد ظهرت العديد من المبادرات؛ منها، تقليل استهلاك الطاقة، وبناء شركات محلية مستدامة، توطين الزراعة، وإنشاء مجتمعات معنية بالحفاظ على البيئة تعرف باسم "القرى صديق البيئة".

القرى صديقة البيئة هي مجتمعات حضرية أو ريفية تسعى جاهدة لدمج الحياة الاجتماعية بأسلوب حياة لا يؤثر بالسلب على البيئة. ولتحقيق ذلك، قاموا بدمج عدة أوجه من التصميم والمباني صديقة البيئة، والإنتاج صديق البيئية، والطاقة البديلة، وممارسات بناء المجتمع، إلى جانب العديد من الأشياء الأخرى. هذه المجتمعات المستدامة يم التخطيط لها وإدارتها بشكل تعاوني. وهي تمثل طريقة فعالة وسهلة لمحاربة انهيار بيئاتنا الاجتماعية، والبيئية، والروحية.

بالمقارنة بالمدن المستدامة، فهذه المجتمعات صغيرة يتراوح عدد سكانها ما بين 50-150 نسمة، وهذا هو لب المجتمع. عندما يتكون هذا اللب، يبدأ عدد سكان القرية في الازدياد تدريجيًّا ليصل في بعض الأحيان إلى 2.000 نسمة. ويمثل هؤلاء السكان شبكات لمجتمعات فرعية أصغر. وقد ازداد عدد سكان بعض القري صديقة الببيئة بفضل الأفراد، أو العائلات، أو المجموعات صغيرة العدد، هؤلاء لا يستقرون بالضرورة في القرية ولا يشاركون بشكل فعال في مجتمع القرية. وتتكون القرية صديقة البيئة عادةً من الأشخاص الذين اختاروا بديل لنظم الطاقة، والمياه، والصرف الصحي المركزية. ويرى الكثير أن تقسيم الأنماط التقليدية للمجتمع، وأساليب الحياة الاستهلاكية، وتدمير الموائل الطبيعية، والزحف العمراني، والزراعة المعملية، والاعتماد الزائد على الوقود الحفري، هي ممارسات ينبغي تغيرها لتفادي كارثة بيئية محققة.

غالبًا ما توجد البلدية صديقة البيئة في القرى صديقة البيئة، والبلدية صديقة البيئة هي حكومة محلية تبنت قيم تتعلق بالبيئة والعدالة الاجتماعية في ميثاقها. وتمتد أصول هذه البلديات إلى النظم المتغيرة بالسويد، حيث يوجد أكثر من 70 حكومة آخذه في الاعتبار مبادئ الاستدامة وصناعة القرار المبني على مصلحة المجتمع ككل.

وغالبًا ما تتميز القرية صديقة البيئة ببنية تحتية مستدامة؛ على سبيل المثال، نجد المباني المستقلة أو مباني على مسافات متفاوتة من أجل تقليل لآثار البيئية. أيضًا، يتم تركيب مصادر للطاقة المتجددة لإنارة المنازل والمرافق. تسعى معظم القرى صديقة البيئة لتكون موطن مستدام على قدر الإمكان يستطيع إنتاج كل ما يحتاج إليه مجتمعه. على الرغم من ذلك، فالاكتفاء الذاتي ليس الهدف الوحيد خاصةً عند تعارض مبادئ الاكفاء الذاتي مع الهدف الأساسي لهذه القرى وهي أن تكون شعلة التغيير للثقافة السائدة والبنيات التحتية التقليدية. وتعتمد حكومة القرية صديقة البيئة عادةً على رأس المال المدروس وبعض القواعد الأخلاقية – والمبادئ الاجتماعية الأساسية هي الفوضوية البيئية والتي تنطوي على شراء المنتجات المحلية لتدعيم الاقتصاد المحلي، وإنتاج الغذاء وتوزيعه محليًا؛ والشراء الأخلاقي لتجنب الاستهلاك المتعارض؛ واتخاذ القرارات بالإجماع أو بأغلبية الأصوات للحكم والاختيار القائم على احترام الاختلاف.

عام 1998، أصبحت القرى الإيكولوجية ضمن لائحة الأمم المتحدة لأفضل 100 نموذج للحياة المستدامة.

المراجع
appropedia.org
ic.org
ecovillagenews.org
 

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية