إنهم يطلقون عليه "بطل خارق"، ويسمونه "كابتن سونار"، و"الصبي الذي يرى من دون عينين". هذا الصبي الذي لم تأتِ قوته الخارقة أبدًا من قبيل المصادفة أو عن طريق جين انتقل إليه من والديه، وإنما هي نتيجة تصميم غير مسبوق وإرادة مكثفة لعيش الحياة على أكمل وجه.
فبعدما فقد ذلك الصبي بصره بشكل مأساوي بسبب السرطان وهو في الثالثة من عمره، لم يستسلم ليعيش حياة شخص أعمى، وبدلاً من ذلك عمل بن؛ جاهدًا كي يُحسن من قدرته على الرؤية باستخدام الأصوات، من خلال تكنولوجيا تُسمى تحديد الموقع بالصدى.
أصبح بن قادرًا على استخدام الأصوات لتحديد الأشياء من خلال الصوت الذي يصدر منها، تمامًا مثل الخفافيش والدلافين. وذلك من خلال تكوين تدفق مستمر لأصوات النقر مستخدمًا لسانه، ثم يقوم بالاستماع إلى أصدائها المختلفة. كان بن قادرًا على تحديد الأشياء من حوله، كما كان قادرًا على التنقل في عالمه دون الحاجة إلى مساعدة من أحد. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تطورت قدرة بن؛ بحيث أصبح قادرًا تقريبًا على القيام بأي شيء يقوم به شخص مبصر.
شاهد هذا المقطع لبن وهو يصيب هدفه خلال معركة الوسائد، وهو يتزلج كالمحترفين، وهو يمر بدراجته على جيرانه، وكذلك وهو يفوز في ألعاب الفوسبال.
إنه لأمر محزن أن يرحل بن قبل أسبوع واحد من إتمامه عامه السابع عشر، فلقد عاوده السرطان الذي كان سببًا في فقدانه للبصر مرة أخرى. وعلى الرغم من أن حياته كانت قصيرة، فإنه خلَّف وراءه إرثًا من الأمل، والشجاعة، والإلهام، وهو الأمر الذي لم يصل إليه سوى القليل.
إن نجاح بن في تحدي عماه وهزيمته، كان مصدر تشجيع للعديد من المنظمات لتعليم أسلوبه للعديد من الأطفال المكفوفين حول العالم. هؤلاء الأطفال الذين يتعلمون الآن كيفية إنشاء صورة تفصيلية للعالم من حولهم عن طريق النقر بألسنتهم، وتفسير الصوت عندما يعود صداه، تمامًا مثلما فعل بن.