يميل كثيرون إلى الاعتقاد بأن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات - ويشار إليها معًا بمصطلح STEM - موضوعات «ذكورية» وأن المرأة غير مؤهلة لفهمها. إلا أن المشكلة لا تكمن في عقول النساء؛ ولكنها في الأساس مشكلة ثقافية. فالنساء لا تهتم بالتكنولوجيا؛ حيث تربى الفتيات على الاعتقاد بأنهن غير مؤهلات للعمل في مجال التكنولوجيا.
في الواقع، استخلصت إحدى الدراسات الحديثة التي قارنت نتائج الرياضيات المدرسية عبر 86 دولة مختلفة أنه ليس هناك فرق بين درجات كلٍّ من الجنسين. ومن ثمَّ، تكمن المشكلة في الإدراك، وليس في التكوين البيولوجي. وقد كشفت دراسة أخرى أجراها باحثون بجامعتي بيتسبرج وميتشجن أن النساء أقل شغلًا للوظائف في مجالات STEM؛ لأن لديهن مزيدًا من الخيارات، وليس لأن لديهن قدرة أقل.
في عام 2012، قامت بليندا بارمار بعمل تقدمي للمساعدة على حل تلك المشكلة في مجتمعها بالمملكة المتحدة. فأطلقت حملتها غير الهادفة للربح «ليتيل ميس جيك» أو «مهووسة التكنولوجيا الصغيرة»، والتي تهدف إلى جعل التكنولوجيا أكثر سهولة وجاذبية للفتيات، وتشجعهم على التفكير في العمل في مجال التكنولوجيا، التي في النهاية سوف تسهم في تضييق الفجوة الواضحة بين الجنسين في صناعة التكنولوجيا.
عُقدت الحملة في مدارس البنات، وتضمنت برنامجًا من أحد عشر أسبوعًا من جلسات التكنولوجيا والروبوتيات، وورشة عمل عن تطوير البرمجيات، ومحاضرات حول أعظم من عملن بالتكنولوجيا من العالمات والمخترعات، وذلك لإلهام الفتيات. وبينما شاركت أكثر من 5.000 طالبة في البرنامج وفقًا لبارمار، ازداد عدد الفتيات اللاتي يدرسن مادة علم الحاسوب بنسبة 52٪ في مدارس البنات بلندن.
شاهد هذا الفيديو عن الحملة بمدرسة الملكة إليزابيث للبنات:
لقد قامت بارمار بالخطوات الرئيسية الأولى في تعديل أحد المسلمات، وقامت بذلك بشكل فعال جدًّا في مجتمعها. فتوضح حملتها قائلة: «التنوع مهم في أي صناعة، ولكنه يصبح وثيق الصلة حين يتعلق الأمر بالتكنولوجيا. كما أن هناك بالفعل نماذج ناجحة ورائعة لنساء يعملن في التكنولوجيا، ولكن لا يُحتفى بهن بنفس طريقة الاحتفاء بنظرائهن من الرجال».
قد تهتم أيضًا بمشاهدة الخطاب الكامل لبليندا بارمار بتيدكس سالونيك TEDxThessaloniki تحت عنوان «إلهام الفتيات ليصبحن رائدات في التكنولوجيا»:
تعد التكنولوجيا إحدى أكثر الصناعات الإبداعية حول العالم، فالفتيات دائمًا يحلمن باستخدام أحدث التقنيات، ولكنهن لا يحلمن بصنعها. وبينما تستمر التكنولوجيا في تنمية حياتنا اليومية والتأثير عليها، علينا أن نقوم بأمر في أقرب وقت ممكن لحث النساء على المشاركة في تطوير تلك الصناعة الحيوية.
المراجع
ladygeek.com
mnn.com
huffingtonpost.co.uk