محطة توليد الطاقة من المد والجزر ببحيرة سيهوة: أكبر محطة لتوليد الطاقة من المد والجزر في العالم

شارك

 تعتبر كوريا الجنوبية رابع أكبر مستورد للنفط في العالم؛ حيث تستهلك مليوني ونصف برميل من النفط يوميًّا. ومع ذلك، فإن الاستراتيجية الحالية التي تتبعها كوريا الجنوبية تتجه نحو تنويع مصادر الطاقة لزيادة الأمان ولتلبية الطلبات المتزايدة على الطاقة وكذلك للالتزام باتفاقية كيوتو لعام 2002 لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. فأصبحت البلاد تستهدف مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بوصفها بدائل للوقود الأحفوري، ولكنها ولعدة سنوات كانت تختبر إمكانية إقامة مشروعات توليد الطاقة من المد والجزر وخاصة على طول الساحل الغربي؛ حيث تمتد نطاقات المد والجزر لمسافة تصل إلى ستة أمتار، مما يجعلها منطقة مثمرة لمخططات طاقة المد والجزر.

والآن، أصبحت محطة توليد الطاقة من المد والجزر ببحيرة سيهوة في كوريا الجنوبية أكبر محطة توليد طاقة من المد والجزر في العالم. ويصل مجموع الطاقة التي يتم إنتاجها من هذه المحطة إلى 254 ميجاوات، وبذلك تتجاوز ثاني أكبر وأول محطة لتوليد الطاقة عن طريق المد والجزر بنيت في العالم، وهي محطة رانس في فرنسا، والتي تقوم بتوليد 240 ميجاوات. والآن، تقوم المؤسسة الكورية للموارد المائية بتشغيل محطة توليد الطاقة من المد والجزر ببحيرة سيهوة. ويتمركز المشروع على بحيرة سيهوة والتي تقع في منتصف غرب شبه الجزيرة الكورية في إقليم جيونج جي، وتطل على البحر الغربي عند سد بحيرة سيهوة والتي تبعد عن مدينة سيهيونج بحوالي 4 كم.

ويستخدم سد المد والجزر السور البحري الذي تم بناؤه في عام 1994 لتخفيف الآثار الناجمة عن الفيضانات وكذلك يستخدم في الأغراض الزراعية. كما أن هناك عشر توربينات شبيهة بالمصابيح مغمورة كليًّا في المياه؛ حيث تصل سعة كلٍّ منها 25.4 ميجاوات، ويحركها نظام توليد الطاقة من الفيضان غير قابل للضخ.  ويتم توليد الطاقة من تدفقات المد والجزر فقط والتدفقات الخارجة منها. وتم اختيار هذا المنهج غير التقليدي وغير الفعَّال لتحقيق التوازن بين مزيج معقد من استخدام الأراضي، واستخدام المياه، والمحافظة عليها والاعتبارات البيئية وتوليد الطاقة.

تقوم محطات توليد الطاقة من المد والجزر بتوفير فوائد بيئية غير مباشرة بالإضافة إلى توليد الطاقة المتجددة. بعد بناء الجدار البحري، تراكم التلوث في الخزان الذي تم بناؤه مؤخرًا على بحيرة سيهوة، مما جعل مياهها غير صالحة للزراعة. وفي عام 2004، تم إعادة إدخال مياه البحر في محاولة لطرد التلوث منها؛ واعتبرت تدفقات المد والجزر حلاًّ دائمًا مكملاً.

وقامت حكومة كوريا الجنوبية بتغطية تكلفة المشروع، بقيمة إجمالية تصل إلى 280 مليون دولار أمريكي. ويبلغ مدى المد والجزر 5.6 أمتار، ويبلغ مدى المد والجزر في الربيع 7.8 أمتار. وكان من المفترض أن تبلغ منطقة حوض العمل حوالي 43 كم مربع على الرغم من أنه تم تقليصه؛ نظرًا لنسبة استصلاح الأراضي وسدود المياه العذبة. وفي النهاية، سوف تبلغ المنطقة حوالي 30 كم مربع فقط.

ومن الجدير بالذكر أنه تم استبدال ما يساوي 862.000 برميل من النفط المستخدم في توليد الطاقة في كوريا الجنوبية بمحطة توليد الطاقة من المد والجزر بنجاح. وقد أدى التقليل من استهلاك الوقود إلى تقليل المعدل السنوي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في كوريا الجنوبية إلى 315.000 طن سنويًّا.

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية