عبر الزمان، استوعب المصريون وشعب المايا إلى جانب عدة حضارات قديمة أخرى أهمية المياه. فاعتمد نظامهم الاقتصادي على فيضان الربيع الذي ينتج عنه إنتاج محصول العام الذي يليه. استوعب المصريون ذلك لدرجة أنهم كانوا يقومون بقياس مستوى ارتفاع مياه النيل كل ربيع، فإذا كان مرتفعًا يفرضون ضريبة أكبر على المزارعين؛ لأنهم سيحصدون محصولاً أكثر من المعتاد بفضل المياه المليئة بالطمي التي ستصل لأراضيهم. وكان اقتصاد الحضارات الشرق أوسطية، والآسيوية، والأوروبية، متشابهًا في أنه قائم على المياه.

مع الوقت، تعلمت الحضارات القديمة أن تحضر المياه بدلاً من أن تذهب إليها. فتعلمت كلٌّ من ليبيا، وروما، واليونان نقل المياه إلى عواصمها من خلال قوى الجاذبية، وذلك بواسطة قنوات وأنفاق قديمة من صنع الإنسان. وقد غير هذا الابتكار من شكل الحضارة للأبد.

القناطر الرومانية في بونت دو جارد (فرنسا)

غير أن هذه القدرة على نقل المياه على نطاق واسع كانت نعمة ونقمة في نفس الوقت للحضارة الحديثة. فعلى جانب، سمحت للمدن بنمو سكاني لا يمكن تخيله. وعلى الجانب الآخر، اعتمدت تلك المدن على مصدر ثابت للمياه وإذا توقف تعم الفوضى. ومثال آخر لهذه المشكلات ما حدث في قنوات الري البالغة حوالي 11.000 كم التي بناها الإنجليز في الهند خلال احتلالهم لها. فقد تم بناء تلك القنوات لنقل المياه والري في المدينة، لكنها أصبحت المأوى الأول للحشرات الحاملة لمرض الملاريا.

كما واجهنا العديد من النزاعات الإقليمية في جميع أنحاء العالم بسبب المياه. وكما يبدو، فإن تلك النزاعات مستمرة. فتنازعت كلٌّ من باكستان والهند على نهر السند، وتنازعت كلٌّ من الأردن، وسوريا، وإسرائيل على نهر الأردن. أما مصر، والسودان، وإثيوبيا فتنازعت على نهر النيل. واستمر نزاع الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك على نهر كولورادو، والذي لم يصل لبحر الكورتيز منذ عام 1990. كما توجد لدينا مشكلات في نوعية المياه، بما أن معظم الأنهار والبحيرات تتمركز في وسط التجمعات السكانية.

نهر كولورادو (الولايات المتحدة والمكسيك)

المراجع

waterservicesolutions.wordpress.com
www.unesco.org