حزن مشجعو كرة القدم كثيرًا، خاصة المصريين، بسبب إصابة محمد صلاح في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في شهر مايو الماضي. فقد قلق المصريون من أن تمنعه الإصابة من المشاركة مع المنتخب الوطني في كأس العالم لهذا العام 2018. لذلك اهتموا كثيرًا بالبحث في كل ما له علاقة بإصابته؛ حجم الإصابة، والمدة التي سوف يحتاج إليها للتعافي منها، وطرق العلاج التي سوف يعتمد عليها للشفاء.
من الأسباب الرئيسية للإصابات الرياضية طرق التدريب الخاطئة، وضعف العضلات، وبيئة التدريب غير الآمنة، بالإضافة إلى الحوادث. علاوة على ذلك، فإن لم يكن الرياضي مستعدًّا بشكل سليم لممارسة الرياضة، أو إذا لم يقم بالإحماء قبل اللعب، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى حدوث إصابات.
إصابات الكتف
الكتف هي أكثر مفاصل الجسم حركة بسبب تكوين المفصل الذي يشبه الكرة والمقبس، وهذا ما يجعله عرضة للإصابات المختلفة. أكثر من يتعرض لإصابات الكتف الرياضيون الذين يمارسون الرياضات المعتمدة على استخدام الأذرع، أو التي تنطوي على كثير من التصادم؛ على سبيل المثال: الرجبي، والمصارعة، وكرة اليد، ورفع الأثقال.
ويمكن أن يتسبب الوقوع على الذراع الممدودة في إصابة الكتف أيضًا؛ مثلما حدث في حالة محمد صلاح. فقد تم تشخيص حالته بالتواء في الكتف بسبب تمزق الأربطة. وقد يؤدي الالتواء في الكتف إلى تورم أو تصلب أو عدم استقرار المفصل، بالإضافة إلى حدوث كدمات به. تستخدم حمالة الكتف لتخفيف الأحمال على الكتف، ويلجأ أخصائيو العلاج الطبيعي إلى العلاج الكهربائي للحد من الألم والالتهاب، بالإضافة إلى بعض التمارين لتقوية عضلات الكتف والأربطة. قد تحتاج الكتف الملتوية إلى فترة تتراوح من أسبوعين إلى 8 أسابيع للتعافي تمامًا من الإصابة، وذلك وفقًا لشدة الإصابة.
يُعد خلع الكتف من أكثر إصابات الكتف شيوعًا؛ فتحدث هذه الإصابة عندما ينفصل رأس عظم العضد –الجزء الدائري من عظم الذراع العلوية– جزئيًّا أو كليًّا عن مقبس الكتف. ويمكن لمفصل الكتف أن ينخلع في اتجاهات مختلفة؛ فيحدد الأطباء طريقة العلاج والمدة المطلوبة للشفاء وفقًا لاتجاه الخلع. في بعض الحالات، قد يتسبب الخلع في تمزق أربطة أو أوتار الكتف كما يمكن أن يؤذي الأعصاب؛ الأمر الذي قد يتطلب جراحة لإصلاح الإصابة.
عادة يعاني الرياضي المصاب بخلع في الكتف من تورم وتخدر وضعف وعدم ثبات الكتف، بالإضافة إلى الكدمات. يتطلب التعافي من خلع الكتف الراحة عن طريق بقاء الذراع في حمالة الكتف لبضعة أيام. وبعد أن يقل التورم والألم، يمكن للاعب المصاب البدء في العلاج الطبيعي، الذي يتضمن بعض التمارين البسيطة للذراع والكتف، التي تساعد على تقليل التصلب وزيادة قوة عضلات الكتف. تستغرق الكتف المخلوعة من 12 إلى 16 أسبوعًا للتعافي تمامًا.
مرفق لاعب التنس
قد يتسبب لعب التنس أو رياضات المضرب الأخرى في الإصابة بمرفق لاعب التنس، والمعروفة طبيًّا باسم التهاب لقيمة العضد الجانبية؛ حيث تحدث هذه الإصابة بسبب استهلاك أوتار الكوع الناتج عن الحركة المتكررة للرسغ والذراع. يؤدي التهاب الأوتار التي تربط عضلات الساعد في الجزء الخارجي من الكوع إلى الشعور بالألم في الجزء الخارجي من أعلى الساعد، أسفل منحنى الكوع مباشرة. فيمكن أن يسبب رفع أو ثني الذراع الألم، الذي قد يمتد إلى المعصم، فيؤدي إلى ضعف القبضة.
تلتئم إصابات الأوتار ببطء؛ فيمكن أن تدوم إصابة مرفق لاعب التنس لعدة أسابيع أو شهور، ويمكن أن يُشفى من تلقاء نفسه بدون علاج. قد يساعد العلاج البسيط على تقليل الألم؛ الأهم من ذلك هو إراحة المرفق المصاب وإيقاف النشاط المتسبب في المشكلة. يوصى باستخدام ضمادة أو جبيرة دعم، كما يستخدم أخصائيو العلاج الطبيعي بعض التقنيات، مثل تدليك العضلات لتخفيف الألم والتصلب، وتحفيز تدفق الدم إلى الذراع. في بعض الحالات، إذا استمر الألم لأكثر من عام، يوصي الأطباء بالتدخل الجراحي.
إصابات الركبة: قطع الرباط الصليبي الأمامي
الركبة مفصل معقد يتكون من عديد من الأجزاء، مثل العظام، والغضاريف، والأوتار، والأربطة، وجميعها عرضة للإصابة. فيكون الرياضيون المشاركون في الأنشطة الرياضية التي تحتاج إلى الضغط على الركبة - مثل كرة القدم، وكرة السلة، والتنس، والكرة الطائرة - عرضة لإصابات الركبة المختلفة، ومنها: الكسور، والخلع، والالتواء، وقطع الأربطة.
أكثر إصابات الركبة شيوعًا هي تمزق الرباط الصليبي الأمامي (ACL)، وهو المسئول عن حركة الركبة ذهابًا وإيابًا. عادة يتمزق الرباط الصليبي الأمامي بسبب التوقف المفاجئ، أو تغيير الاتجاه المفاجئ، أو الهبوط من قفزة بشكل خاطئ، أو نتيجة إصابة مباشرة للركبة. بعد الإصابة، لن يتمكن اللاعب من ثني أو فرد الساقين بسبب الألم؛ وسوف تتورم الركبة خلال الـ24 ساعة الأولى.
بعض التمزقات الخفيفة في الرباط الصليبي الأمامي يمكن علاجها بالضغط عليها بالثلج، واستخدام الأدوية، واتباع برنامج تأهيل قصير. ولكن الإصابة بالتمزق الكامل للرباط الصليبي أكثر شيوعًا، وتتطلب التدخل الجراحي؛ حيث يتم استبدال الرباط الممزق برقعة بديلة من الأوتار. يشتمل العلاج ما بعد الجراحة على علاج طبيعي مكثف يساعد على استعادة حركة وقوة الركبة وقدرتها على التحمل؛ فتحتاج هذه الإصابة من 6 إلى 9 أشهر للشفاء.
شد العضلة الضامة وعضلة الفخذ الخلفية
هذه الإصابة شائعة بين الرياضيين الذين يمارسون الرياضات التي تتطلب كثيرًا من الركض والقفز، مثل العدائين، ولاعبي كرة القدم وهوكي الجليد. فتتطلب هذه الرياضات انكماش عضلات الفخذ وإرخاءها بشكل مستمر خلال المنافسة وممارسة الرياضة. يسبب الشد في العضلة الضامة ألمًا في داخل الفخذ في أثناء الجري أو المشي، ويزداد الألم عندما يضم اللاعبون المصابون أرجلهم معًا أو عندما يرفعون ركبهم.
من ناحية أخرى، تتكون العضلة الخلفية من مجموعة من ثلاث عضلات في ظهر الفخذ؛ تلك التي تربط عضلة الفخذ الكبيرة بالعظم. ينتج شد العضلة الخلفية بسبب الشد الزائد في الأوتار أو العضلات. وهناك ثلاث درجات من إجهاد العضلة الخلفية؛ ولكن في جميع الحالات يجب أن تتوقف عن القيام بأي أنشطة قد تسبب الألم حتى تتمكن من الشفاء من الإصابة.
يساعد التدخل الفوري بالإسعافات الأولية في أول 24–48 ساعة من الإصابة على الحد من التورم؛ فيمكن للإصابات الخفيفة والمعتدلة أن تُشفى خلال أسابيع قليلة، في حين إن الإصابات العنيفة قد تستغرق ما يقرب من 6 أسابيع للشفاء. بعض الإصابات العنيفة قد تحتاج إلى تدخل جراحي لإصلاح الألياف الممزقة؛ خاصة إذا كان الوتر قد تضرر بالإصابة.
معظم إصابات العضلة الخلفية تلتئم بعلاج بسيط دون تدخل جراحي. وقد يوصي المعالج بارتداء جبيرة لتثبيت الركبة لفترة قصيرة من الوقت لبقاء الساق في وضع ثابت لمساعدة العضلات على الشفاء، كما يساعد العلاج الطبيعي في استعادة حركة وقوة الفخذ. ولكن هناك إصابات خطيرة؛ حيث ينفصل الوتر عن العظام تمامًا، وفي هذه الحالة، يجب إجراء عملية جراحية.
التهاب وتر أخيل
يُعد وتر أخيل أكبر وتر في الجسم؛ حيث يمر من أعلى إلى أسفل الجزء الخلفي من الساق. من المفترض أن يتحمل وتر أخيل الجهد الكبير الناتج عن المشي والجري والقفز؛ ولكن، على الرغم من ذلك، فإنه لا يزال عرضة للإصابة بسبب الإفراط في الاستخدام أو تآكل الوتر. ممارسة التمارين الرياضية بدون إحماء، وإجهاد عضلات الساق، وزيادة حدة النشاط البدني من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب وتر أخيل.
من يعاني من التهاب وتر أخيل يشعر بالألم والتصلب في الوتر أو في الكعب؛ الأمر الذي يسوء مع ممارسة أي أنشطة. عادة تحتاج هذه الإصابة إلى علاج بسيط يتضمن الراحة، ورفع القدم، والضغط بالثلج، والعلاج الطبيعي، والأربطة الضاغطة؛ وعادة ما يحتاج الرياضي إلى ما بين بضعة أيام إلى 6 أسابيع للشفاء من التهاب وتر أخيل.
إذا سمعت صوت طقطقة خلف الكعب يليها ألم حاد خلف الكاحل وأسفل الساق، وهو الأمر الذي سوف يؤثر في قدرتك على المشي أو الضغط على قدمك، فعلى الأرجح أنك أصبت بتمزق في وتر أخيل. في هذه الحالة، قد تحتاج إلى عملية جراحية لإصلاح الوتر الممزق؛ ومع مساعدة العلاج الطبيعي ما بعد الجراحة يمكنك العودة إلى ممارسة نشاطك بشكل طبيعي خلال 4–6 أشهر.
التواء الكاحل
معظم الرياضيين عرضة للإصابة بالالتواء في الكاحل. عادة تحدث هذه الإصابة عندما تلتوي القدم إلى الداخل بسبب حركة خاطئة، أو المشي على أرض غير مستوية، أو عندما يدعس لاعب على قدم الآخر. نتيجة لذلك، فإن الأربطة التي تربط عظام الساق بالقدم، والتي تمسك المفاصل في مكانها تكون قد تمزقت؛ وتتراوح الإصابة من إصابة خفيفة إلى إصابة قوية وفقًا لمدى تضرر الأربطة.
يُعد التورم والكدمات من الأعراض الشائعة لالتواء الكاحل؛ إذ يزيد الألم مع الحركة أو الضغط على الكاحل. من الطرق التي قد تساعد على تخفيف الألم الراحة، وتجنب ممارسة الأنشطة، والحفاظ على الكاحل المصاب مرفوعًا؛ كذلك الضغط على مكان الألم بالثلج وارتداء رباط ضاغط قد يساعد على تقليل التورم وتثبيت المفصل. قد يحتاج الالتواء الخفيف في الكاحل إلى أسبوع للشفاء، في حين إن الالتواءات القوية قد تحتاج إلى 6–12 أسبوعًا. وقد يؤدي التواء الكاحل المتكرر أو عدم علاجه إلى ضعف الكاحل، كما قد يؤدي إلى ألم مزمن في الكاحل، والتهاب في المفاصل، وعدم اتزان مستمر.
قائمة الإصابات طويلة؛ حيث يمكن أن تتسبب جميع الرياضات والأنشطة البدنية في إصابات. فمن المهم أن تتوخى الحذر وأن تستمع للإنذارات التي يرسلها إليك جسمك؛ فالشعور بالألم يعني أن هناك شيئًا خاطئًا، لذلك لا تتجاهله.
المراجع
webmd.com
sports-health.com
physioworks.com.au
mayoclinic.org