تغطي المحيطات نحو 71٪ من سطح الأرض وهي أساس حياة الإنسان. فلقد كانت دائمًا مصدرًا أساسيًّا يغذي الحياة ويساعد على استمرارها، ويخدم عمليات التبادل التجاري. فالمناخ، والطقس، حتى نوعية الهواء الذي يتنفسه الإنسان تعتمد إلى حد كبير على التفاعل بين المحيطات والغلاف الجوي. ومع ذلك فإن النشاط البشري، ولا سيما على مدى العقود القليلة الماضية – دفع المحيطات أخيرًا إلى أقصى حدودها.
في عام 2008 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه اعتبارًا من عام 2009 سيصبح يوم 8 يونية "اليوم العالمي للمحيطات". وتلك التسمية الرسمية تعد فرصة للاحتفال بأهمية أكبر المسطحات المائية على كوكبنا، ولزيادة الوعي العالمي بالتحديات الحالية التي يواجهها المجتمع الدولي، والتي تعد ذات صلة بالمحيطات.
أكبر تهديد يواجه صحة محيطاتنا هو تغير المناخ، وما يتبعه من مخاطر لصيقة به من ارتفاع في درجات حرارة البحر وتحمضه – والتي من المقدر أن تتزايد على مدار القرن – إلى جانب ارتفاع منسوب مياه البحر والعواصف التي هي أكثر شيوعًا وقوة.
ارتفاع درجات حرارة البحر له بالفعل أثرٌ بالغ على توزيع الأنواع البحرية، وهو أيضًا مسئول جزئيًّا عن ظاهرة ابيضاض المرجان، مما يدمر مساحات واسعة من الشعاب المرجانية في العالم.
كما أن تحمض المحيطات هو نتيجة مباشرة لامتصاص المحيط لغاز ثاني أكسيد الكربون. وهذا يهدد جميع الحيوانات والنباتات البحرية التي تفرز كربونات الكالسيوم كجزء من هيكلها. ويعتقد أن هذا قد تسبب بالفعل في قلة حجم بعض الحيوانات البحرية ومعدلات نموها.
كما أن الصيد الجائر خطر آخر يهدد الحياة في المحيطات؛ فهو يستهدف قطاعات بأكملها من الأسماك يتم تدميرها، مما يعطل السلسلة الغذائية من أعلى إلى أسفل. فالصيد الجائر يحدث عندما تتجاوز كمية الأسماك التي يتم صيدها عدد الأسماك اللازمة للحفاظ على المخزونات السمكية في منطقة معينة. كما أن مصانع السفن العملاقة تستخدم أحدث المعدات لتحديد مكان المجموعات السمكية وإخلائه بشكل كامل حرفيًّا. وتلك الأساطيل من الصيد الصناعي تستهدف نوعًا واحدًا في كل مرة، حتى تصبح أعداده منخفضة جدًّا؛ ثم تتحول إلى أنواع أخرى، وتقضي على كامل السلسلة الغذائية في المحيطات، وتهدد المستقبل القريب جدًّا لمحيطاتنا.
ومن ناحية أخرى، مسح القاع، وهو شكل من أشكال طرق الصيد الصناعية التي تجذب شبكات كبيرة وثقيلة عبر قاع البحر، يقتل أعدادًا هائلة من الشعاب المرجانية، والإسفنج، والأسماك، وغيرها من الحيوانات. وقد تم حظر الصيد بشباك الجر في القاع في عدد متزايد من الأماكن في السنوات الأخيرة. ويقدر علماء الأحياء أن ما بين 500.000 و5.000.000 من الأنواع البحرية لم يتم اكتشافها بعد، وأن عديدًا من تلك الأنواع في خطر شديد؛ نتيجة ممارسة الصيد الأكثر تدميرًا في العالم، وهو مسح القاع.
وغالبًا ما ترتبط تربية الأسماك أو تربية الأحياء المائية (المزارع السمكية والمحار) بمستقبل صناعة المأكولات البحرية. ولكن استزراع الروبيان ربما كان من أكثر مصائد الأسماك تدميرًا وإهلاكًا وظلمًا في العالم. وتثبت أيضًا زراعة السلمون أن تربية الأسماك ليست حلًّا. فالصيد الهمجي لنحو 4 كجم من الأسماك ينتج 1كجم من أسماك السلمون المستزرعة.
كما أن التلوث البحري – وهو أحد أكبر الأخطار التي تهدد المحيطات – سببه الرئيسي يأتي من الأرض. فلقد أصبحت محيطاتنا مكبًّا لطائفة واسعة من الملوثات، بما في ذلك المبيدات والعناصر الغذائية من الزراعة، وأقذار الصرف الصحي، والنفايات الصناعية، والزيادات الحضرية والصناعية، والحوادث، والتسرب، والانفجارات، وعمليات الهجرة البحرية، والتعدين، ومصادر الحرارة نتيجة إلقاء النفايات، ونفايات المواد المشعة. والنفايات الصلبة مثل الأكياس، والرغوة، وغيرها من المواد التي تلقى في المحيطات من الأرض، أو عن طريق السفن في عرض البحر كثيرًا ما تستهلكها الثدييات البحرية، والأسماك، والطيور، مع تأثيرات قاتلة في كثير من الأحيان؛ حيث تعتبرها غذاءً عن طريق الخطأ.
حماية المحيطات تتطلب عملاً جماعيًّا، وبإمكاننا جميعًا أن نحدث فرقًا؛ من خلال فهم القضايا والتركيز على الحلول المستدامة التي يمكن أن نطبقها في حياتنا.
المراجع
un.org
ocean.nationalgeographic.com
greenpeace.org