غالبًا ما سيكون أول ما يخطر ببالك عند ذكر كلمة خرافة هو الصور القديمة للآلهة الأسطورية والأبطال الخارقين ذوي القوى الخيالية. إلا أن الخرافات لا تقتصر على الأساطير البطولية؛ ففي واقع الأمر أن البشر في العصور القديمة لم يمتلكوا التكنولوجيا اللازمة لشرح الأفكار بشكل علمي، فقاموا بنسج القصص واختراع الكائنات الخيالية لشرح أسرار الحياة والموت، والنهار والليل، وحتى الخليقة.
ومع مرور الوقت، ظهرت مجموعة واسعة من الخرافات؛ فتحدثت الأساطير الدينية، على سبيل المثال، عن الآلهة التي تخيل القدماء أنها حكمت العالم، وعادةً ما وصفوها بصفات بشرية خارقة. بينما قامت الأساطير الكونية بشرح نشأة الكون والعالم، في حين حاولت أساطير الطبيعة أن تشرح الأحداث الطبيعية مثل الطقس والفلك.
والخرافة ليست قصة منفصلة، بل ترتبط بشكل كبير بقصص أخرى مماثلة في إطار الحضارة التي ظهرت فيها؛ حيث إن لكل حضارة علم الأسطورة الخاص بها. وفي كثير من الأحيان تكون الخرافات مسلية، وفي بعض الأحيان يكون لها مغزى أخلاقي وربما تكون مُلهمة أيضًا. فليس من العجيب إذًا أن تكون الخرافات الأكثر تداولاً حتى اليوم هي خرافات الخوارق، والتي تتناول قصص الأبطال والملوك والآلهة. وتُعتبر قصة هرقل الإغريقية من أشهر تلك الخرافات؛ فنصفه إله ونصفه الآخر إنسان، فيمتلك قوة خارقة. كذلك فإن قصة آخيل بطل إلياذة هوميروس، وهي إحدى أقدم الأعمال الأدبية، مثال آخر على نفس النوع من الخرافات.
ولكن ما يجعل الخرافات خطرًا هي أنها عادةً ما يتم تناقلها شفويًّا، مثلما هو الحال في لعبة الهاتف؛ فمع تلقي آخر شخص الرسالة تكون قد اختلفت تمامًا عن القصة الحقيقية. ومن المفارقات أن تكون الخرافات العلمية من أكثر الخرافات انتشارًا في وقتنا الحالي؛ الأمر الذي يدفعنا إلى استعراض بعض منها هنا.
بولاريس، أو النجم القطبي، هو النجم الألمع في سماء الشمال
في الواقع، فإن نجم الشعرى اليمانية (سيريس)، وقوته 1.47-، هو أكثر النجوم إشراقًا بالمقارنة ببولاريس، وقوته 1.97؛ حيث إنه كلما صَغُر الرقم كان النجم أكثر إشراقًا. أما بولاريس، والمعروف بالنجم القطبي، فهو أكثر النجوم لمعانًا في مجموعة الدب الأصغر، وأهميته في أن موقعه في السماء يشير إلى الشمال، ومن هنا حصل على لقب "النجم الشمالي". ولكن بولاريس هو "النجم الشمالي" في الوقت الحالي فقط؛ حيث تتحرك النجوم ببطء مغيرةً من وضعها بالنسبة لمحور الأرض
لا توجد جاذبية في الفضاء
الحقيقة هي أن هناك جاذبية في كل مكان في الكون؛ فبدون الجاذبية تتفسخ الأجرام عن بعض تمامًا. وبطبيعة الحال، يضعف تأثير جاذبية الكرة الأرضية كلما ابتعدنا عنها؛ إلا أن المسافة على متن المكوك الفضائي لا تكون بالقدر الكافي لتكون جاذبية الأرض أقل كثيرًا عن ما هي على سطح الأرض. ومع ذلك يبدو رواد الفضاء طافين داخل المكوك الفضائي، وهو ما يُسمى خطأً ﺒ "انعدام الجاذبية"؛ فالحقيقة هي أن المكوك الفضائي بما فيه من رواد فضاء يكونون في حالة ثابتة من السقوط الحر نحو الكرة الأرضية دون الاصطدام بها جرَّاء السرعة الكبيرة.
ومن المؤسف أن من بين الخرافات التي تظهر وتنتشر باستمرار، حتى في مثل هذا اليوم في زمن المعرفة غير المسبوقة، تلك الخرافات التي تدور حول نهاية العالم، والتي في كثير من الأحيان تتسبب في القلق وربما الفزع بين أهل الأرض.
*المقال الأصلي منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد التساؤلات الكبرى (شتاء 2012).