ما يجعل الخرافات خطرًا هي أنها عادةً ما يتم تناقلها شفويًّا، ومن المفارقات أن تكون الخرافات العلمية من أكثر الخرافات انتشارًا في وقتنا الحالي؛ الأمر الذي يدفعنا إلى استعراض بعض منها هنا.
للقمر جانب مظلم
الواقع أن كل جزء من أجزاء القمر تضيئه الشمس في وقتٍ ما. وقد ظهر هذا المفهوم الخاطئ لأن هناك جانبًا من القمر ليس مرئيًّّا من الكرة الأرضية، وتُسمى تلك الظاهرة بالتقييد المدِّي؛ حيث يكون الوقت الذي يحتاجه الجسم المقيد مديًّا للدوران حول محوره بنفس مقدار الوقت الذي يحتاجه للدوران حول شريكه، ويتسبب هذا الدوران المتزامن في أن يكون أحد نصفي الجسم دائمًا في مواجهة الشريك.
الاحتكاك بالغلاف الجوي هو ما يشعل النيازك
عندما تدخل النيازك الغلاف الجوي للأرض، متحولةً إلى شهب، فإن السرعة التي تضغط الهواء أمام جسم الشهاب هي ما تؤدي إلى تسخينه. فيولد الضغط على الهواء الحرارة الشديدة الكافية لتسخين الجسم الصخري إلى درجة أنه يضوي؛ الأمر الذي يكون متعة للمشاهدة إذا كنا محظوظين بالنظر إلى السماء في الوقت المناسب.
وبذكر الشهب، يجب علينا أيضًا أن نشير إلى خرافة أخرى، وهي أن الشهب تكون ملتهبة السخونة عند الاصطدام بالأرض. فعادةً ما تكون الشهب باردة عند الاصطدام بالأرض، وغالبًا ما تكون مغطاة بالجليد عند العثور عليها. وترجع برودتها إلى رحلتها عبر الفضاء؛ فلا تكون الحرارة التي تكتسبها عند اختراق الغلاف الجوي للأرض كافية لأكثر من حرق الطبقات الخارجية.
انفجار جسم الإنسان عند التعرض للفضاء الخارجي
مصدر تلك الخرافة هو أفلام الخيال العلمي، والتي تستخدمها لإضافة الإثارة إلى الحبكة الدرامية. والواقع أن الإنسان يستطيع البقاء على قيد الحياة في الفضاء الخارجي ما بين 15 و30 ثانية إذا زفر قبل التعرض إلى الفضاء الخارجي مباشرةً؛ الأمر الذي يحمي الرئتين من الانفجار ووصول الهواء إلى مجرى الدم. ولكن بعد 15 ثانية أو أكثر، يؤدي نقص الأكسجين إلى فقدان الوعي ثم الوفاة اختناقًا.
لا يمكن لخلايا المخ أن تتجدد
السبب وراء انتشار هذه الخرافة هو أن المجتمع العلمي قد صدَّقها وقام بتدريسها لفترة طويلة. فلم يكتشف العلماء أن خلايا مخ البالغين يمكنها أن تتجدد سوى في عام 1998؛ حيث اعتقدوا لفترة طويلة أن العقول المعقدة تتعطل بشدة إذا نمت بها خلايا جديدة. ولكن الدراسة اكتشفت أنه يمكن للذاكرة ومركز التعلُّم بالمخ أن تنتج خلايا جديدة، مما يعطي أملاً في الوصول إلى علاج لأمراض مثل الزهايمر.
لا يضرب البرق نفس المكان مرتين
في المرة القادمة التي ترى فيها البرق، لا تجرِ إلى نفس المكان الذي ضربه البرق لحماية نفسك من الضربة التالية! فالبرق يضرب المكان نفسه مرتين، بل إن هذا الأمر شائع. ويفضل البرق الأجسام المرتفعة مثل الأشجار والمباني؛ فمن الأرجح أن يضرب البرق الأشياء العالية في مكانٍ ما عدة مرات قبل أن يتحرك مع تحرك السحب بعيدًا؛ حيث يجد أهدافًا أخرى ليضربها. فيضرب البرق مبنى الإمباير ستيت بنيويورك، على سبيل المثال، نحو 25 مرة في السنة الواحدة.
ومن المؤسف أن من بين الخرافات التي تظهر وتنتشر باستمرار، حتى في مثل هذا اليوم في زمن المعرفة غير المسبوقة، تلك الخرافات التي تدور حول نهاية العالم، والتي في كثير من الأحيان تتسبب في القلق وربما الفزع بين أهل الأرض.
*اقرأ مقال أصل الخرافة (1).
**المقال الأصلي منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد التساؤلات الكبرى (شتاء 2012).