كثيرون حول العالم يتابعون دورة الألعاب الأوليمبية في الوقت الحالي، ويشجعون لاعبيهم الوطنيين أو المفضلين. بالنسبة إلى كلٍّ من أولئك الرياضيين، فأن يصبحوا أبطالًا أوليمبيين لهو إنجاز يُكلل سنوات طوال من العمل الشاق. ولكن، هل يتعلق تحقيق التميز الرياضي بالمداومة على الالتزام بممارسة التمرينات لساعات طويلة فحسب؟ كلا، ليس الأمر كذلك.
بالإضافة إلى العمل الشاق، والتمتع بمجموعة من الخصال الشخصية الفريدة؛ مثل: الثقة بالنفس، والتحفيز، والتركيز، والرغبة في النجاح، فإن جينات المرء قد تحدد أيضًا قدراته الرياضية. للتوضيح، سأضرب مثالًا غير بشريَّا، ولكنه ليس بعيدًا: فكر في مالكي خيول السباق الذين ينفقون الملايين لتربية سلالات الخيول الفائزة التي تحمل جين السرعة، والمعروف بـ«مايوستاتين» أو جين MSTN.
المصدر: ويكيميديا
للجينات تأثير كبير في بعض الصفات الجسدية التي تساعد على صنع رياضي عظيم؛ منها: طول الجسم، وطول الذراعين، وحجم العضلات وقوتها، وحجم القلب، وحجم الرئتين وسعتهما، وسرعة القلب وقت الراحة، والتحمل الهوائي، ومرونة المفاصل، وغيرها. ولكن في الوقت نفسه، فإن تأثير الجينات ضعيف في بعض القدرات الرياضية الأخرى؛ مثل: سرعة الحركة، ودقة الحركة، والتوازن.
والآن، سأضرب مثالًا بشريَّا بالسباح الأسطوري مايكل فيلبس، وهو الرياضي الحائز أكبر عدد من الميداليات الأوليمبية في التاريخ. كيف ساعدت صفات مايكل فيلبس الجسدية صاحبها على حصد 28 ميدالية أوليمبية، منها 23 ميدالية ذهبية؟ إذا شرحنا الأمر بكلمات بسيطة، سنقول أن فيلبس يتمتع بالقياسات البشرية المثالية للسباح.
المصدر: Si.com
أولًا، يمنحه طوله البالغ 193 سم انزلاقًا كافيًّا في المياه، يمنحه بدوره دفعة صغيرة إضافية إلى الأمام. أيضًا، يمنحه امتداد ذراعيه الشاسع بشكل كبير، والذي يبلغ 201 سم، قوة سحب هائلة في المياه؛ إذ تعمل ذراعيه كالمجدافين. علاوة على هذا، يعمل جذعه الطويل جدًّا وساقيه القصيرتين بالنسبة إلى طوله على تقليل المقاومة في المياه، ما يمنحه سرعة إضافية وبعض الثواني الثمينة. أخيرًا وليس آخرًا، تمكنه كفيه وقدميه الكبيرة (قياس القدم 47) من دفع وسحب كميات أكبر من المياه مقارنة بالسباحين الآخرين.
رغم هذا، كان لابد من مصاحبة تلك الهدايا الجينية التي يتمتع بها مايكل فيلبس بجهود مضنية لتحقيق التميز. فقد بدأ فيلبس ممارسة التمرينات منذ أن كان في السابعة من عمره، وفي أثناء مشاركته في المنافسات الأوليمبية، كان يسبح نحو 80.000 متر في الأسبوع.
لهذا، اعلم عزيزي القارئ أن امتلاك جينات «الأبطال» ليس كافيًّا لجعلك بطلًا. وإنما ستمنحك تلك الجينات الإمكانية لتصبح بطلًا. وفقط من خلال العمل بكدٍ، واتباع نظام غذائي مناسب، والتدريب، والانضباط الذاتي، يمكن تحديد كيفية تجلي تلك الإمكانية.
المراجع
liveabout.com
myswimpro.com
sports-management-degrees.com
sportmedbc.com
theguardian.com