لا شك أن الأمومة وتربية الأطفال بشكل عام هي عمل دقيق للغاية، من أجل الحفاظ على بيئة مستقرة نفسيًّا، مع تحديد الأخلاق والقيم بوضوح، من أجل تربية أطفال أصحاء وسعداء. وحتمًا يُشكِّل التعامل مع سلوكيات الأطفال المختلفة في مختلف الأعمار تحديًّا للآباء. وتتمثَّل إحدى المصاعب الشائعة في التعامل مع الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 1–4 سنوات في السيطرة على طباعهم الحادة وغضبهم الشديد المعروف بـ«نوبات الغضب».
تُعرَّف نوبات الغضب بأنها حالات جامحة من الغضب العارم والإحباط؛ فيصيح الطفل خلالها أو يصرخ أو يقذف الأشياء أو يستلقي على الأرض. ويمكن أن يزداد الأمر سوءًا عندما يبدأ الطفل في ضرب رأسه أو ضرب الأرض بقدميه بغضب، أو قد يتقيأ أو يحبس أنفاسه كأداة للضغط على الوالدين.
تختلف أسباب نوبات الغضب من الأطفال الصغار إلى الأطفال الأكبر سنًا. فعادة يستاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وسنتين لأن مهاراتهم اللغوية لا تزال قيد التطور ولا يمكنهم التعبير عما يريدون بوضوح. ولكن الأطفال الأكبر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وأربعة سنوات عادةً يستخدمون نوبات الغضب كطريقة للضغط على الوالدين للحصول على ما يريدون من أشياء يعتقدون أن والديهم سيرفضونها، مثل لعبة أخرى، أو حلوى إضافية، أو قضاء وقت أطول أمام التلفاز، أو تأخير ميعاد النوم، وما شبه ذلك.
نصائح للتعامل مع الانهيارات العصبية ونوبات الغضب
أولاً، نحن كآباء نحتاج إلى التزام الهدوء قدر الإمكان؛ للتفكير بشكل عقلاني والتعامل مع الموقف بشكل صحيح. ثانيًا، يتفق معظم مستشاري التربية على تجاهل هذه النوبات؛ لأن الاهتمام قد يزيد من حدتها فيكرر الطفل هذا السلوك السلبي لاحقًا. بالتأكيد، ينبغي على الآباء التأكد من سلامة طفلهم، والتدخل إذا بدأ في ممارسة أي سلوك عدواني، مع تخصيص وقت العقاب للسلوك السيئ حقًّا.
ثالثًا، إذا استمرت النوبة، حاول ذكر ما يريده واحرص على التأكيد أنك تفهمه جيدًا، مما قد يساعد في تهدئته وضبط مشاعره. رابعًا، في أثناء نوبات الغضب في الأماكن العامة، حاول إلهائه بأي شيء، مثل تغيير الموضوع أو الانتقال إلى مكان مختلف، مما قد يساعد في توقف نوبة الغضب عندما ينغمس الطفل في أنشطة جديدة سريعًا. خامسًا، حاول تجنب الظروف التي تسبب نوبات الغضب، مثل فوات ميعاد قيلولة الطفل أو تركه دون طعام.
على الرغم من أن هناك بعض الأساليب التي قد توقف نوبات الغضب على الفور؛ مثل أساليب الرشوة، إلا أنه من غير المستحب استخدامها لأنها تكافئ بشكل خاطئ نوبة الغضب. أيضًا تجنب الصراخ في وجه طفلك أو تهديده؛ وتذكر دائمًا أننا كآباء نحاول توجيه أو تحويل مشاعر أطفالنا السلبية فقط، ولا نهاجم بالتأكيد جميع مشاعرهم وعواطفهم وأساليب تعبيرهم.
نوبات غضب الأطفال أو السلوكيات السلبية بشكل عام يجب ألا تجعلنا نحن الآباء والأمهات نشعر بالذنب أو الإحراج لأنها جزء طبيعي من عملية النمو. فينبغي أن نتذكر دائمًا أننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة أطفالنا على التعبير عن أنفسهم بالطريقة الصحيحة. وأخيرًا، تذكر دائمًا أن التربية هي رحلة نتعلم جميعنا من خلالها.
المراجع
raisingchildren.net.au/
babycenter.com/
parents.com/