يستمتع الكثير من الناس بمشاهدة السماء ليلاً، ويستمتع البعض الآخر بمشاهدتها نهارًا أيضًا لرصد كسوف الشمس والبقع الشمسية. وباستخدام المناظير والتليسكوبات المحمولة، يساهم هواة الفلك ومراقبو النجوم في علم الفلك من خلال رصد النجوم المتغيرة وتعقب الكويكبات وكذلك اكتشاف الأجسام العابرة كالمذنبات، وذلك على الرغم من أن البحث العلمي ليس هدفهم الرئيسي. وعادة ما يرتبط هواة علم الفلك بمشاهدة السماء مساءً عندما تكون معظم الأجرام السماوية والظواهر مرئية.
منذ زمن بعيد، تعلم مراقبو النجوم مبادئ السماء ليلاً مستخدمين في ذلك الأقلام وخرائط النجوم والتليسكوبات، بالإضافة إلى الكثير من الصبر. وغالبًا ما يرتبط التقدم في العلم بتطور التكنولوجيا، ولذلك فإن العلماء والمهندسين مستمرون في اكتشاف تقنيات جديدة لتحسين قدرتهم على جمع وتحليل النجوم.
والآن، تسهل المعدات فائقة التقنية وتطبيقات الهواتف الذكية المهمة الشاقة أمام المبتدئين. فلا تتطلب التليسكوبات الحديثة أكثر من ضغطة زر لتبدأ بالعمل، ومن هنا يأتي اسم "صوِّب وصوِّر"؛ فبضغطة زر يقوم التليسكوب بتوجيه ذاته للتعرف على النجوم وإخبارك باسم النجم أو المذنب الذي تراه في العدسة.
إن التليسكوبات الآلية التي تتعرف على النجوم دون مساعدة من الإنسان ليست بجديدة؛ فكانت تعمل بمحركات مما يسمح بوجود أنظمة وقواعد بيانات مدمجة. ويمكن لمستخدمي بعض التليسكوبات القديمة أن يختاروا نجمًا أو كوكبًا من القائمة الموجودة في وحدة التحكم، مع إعادة تركيز العدسة على الجسم الذي تم اختياره؛ ولكن حتى تلك التليسكوبات يجب أن يتم ضبطها جيدًا فلا يمكن لبعض الناس استخدامها بالشكل الصحيح.
ويحاول هواة مراقبة النجوم اليوم إيجاد الوسائل الممكنة لجمع البيانات عن طريق تكنولوجيا منخفضة التكلفة كتطبيقات الهواتف الذكية. فتقوم الهواتف الذكية، من خلال الكاميرات وقوة المعالجة الوافرة، بتوفير خصائص جديدة ليست متوفرة في التليسكوبات، مثل إمكانية تعرف النجوم الساطعة أو الكواكب التي يمكن رؤيتها في السماء ليلاً، كما يمكن محاكاة رحلة على متن مركبة فضائية في جولة بين الكواكب البعيدة.
ويعتقد الدكتور كريس لينتوت، مدير قسم علوم المواطن في قبة أدلر السماوية في شيكاجو، أن توافر أدوات للمبتدئين مثل التطبيقات والتليسكوبات ذات المحاذاة الذاتية قد يساعد على إثارة الاهتمام بعلم الفلك.
المراجع
www.nytimes.com
www.wikipedia.org
هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في «نشرة مركز القبة السماوية العلمي»، عدد صيف 2011.