هناك أسئلة كثيرة حول نوعية التعليم الذي يتلقاه الأطفال في مصر. فالطالب المصري عادة ما يتلقى التعليم بالوسائل التقليدية؛ حيث يقضي معظم وقته في الفصل متلقيًا لما يلقنه له المعلم عن طريق المشاهدة والاستماع. فيعتمد المعلمون بشكل أساسي على الكتب النصيَّة، وعلى تقنيات التلقين والتحفيظ؛ مما لا يدع مجالًا لتطوير مهارات الطالب من حيث التفكير النقدي، أو حل المشكلات، أو اتخاذ القرارات.
ويطلق على هذا الأسلوب التقليدي من التعليم التَعَلُّم السلبي؛ حيث يستقبل الطلاب المعلومات من المعلم بطريقة غير تفاعلية. ويجب أن يقوم الطلاب بما هو أكثر من مجرد الجلوس والاستماع؛ فعليهم أن يقرأوا، وأن يكتبوا، وأن يناقشوا، وأن يتفاعلوا في حل المسائل. وتقترح الأبحاث أن تركيز الطلاب في الحصص والمحاضرات يبدأ في التضاؤل كل عشر إلى عشرين دقيقة؛ ولذلك فمن شأن إدخال التقنيات الحديثة المختلفة مرة أو مرتين أثناء حصة مدتها خمسون دقيقة أن يشجع الطلاب على التفاعل.
فعلى عكس الوسائل التقليدية، فإن التَعَلُّم النشط وسيلة تعليمية تشرك الطلاب في العملية التعليمية مُركِّزة المسئولية على المتعلمين أنفسهم. ويمكن إدراج استراتيجيات التَعَلُّم النشط بسهولة في أية حالة تدريس في الفصل؛ فقد لا تتعدى مدتها بضع دقائق. وعلى المعلمين زيادة التَعَلُّم النشط في الفصل؛ حيث إنه لا يحافظ على مشاركة الطلاب أثناء الحصص فحسب، بل إنه أيضًا يساعدهم على الحفاظ على المعلومات بسهولة أكثر ونجاح أكبر.
وهناك طرق سهلة كثيرة لترويج التَعَلُّم النشط؛ فالمعلم قد يتوقف عدة مرات أثناء الحصة ليسأل الطلاب أسئلة مختلفة حول ما قد قاله في الدقائق القليلة المنصرمة، ومن شأن ذلك أن يؤسس مستوى أعلى من التفكير من خلال النقاش الناجح. كما يمكن تقسيم الفصل إلى أزواج أو مجموعات صغيرة لمناقشة الأفكار عن طريق العصف الذهني باستخدام الخرائط الذهنية؛ حيث يمكن للطلاب تحفيز أفكار بعضهم البعض وكذلك التفكير خارج الصندوق. ويتم تشجيع الطلاب على عمل الرسومات البيانية والنماذج كسياق لتمديد فهمهم للمبادئ الخاصة بالمنهج.
يحث التَعَلُّم النشط على التعاون الفَعَّال بين الطلاب؛ فيمكن للمعلم تزويدهم بسياقات حقيقية أو خيالية مصحوبة بمجموعة من الشخصيات أو الأدوار المرتبطة بها، والتي يمكن للطلاب البحث فيها ثم ارتجال تفاعلات درامية بينهم. كما يمكن استخدام استعراض الأقران ليتمكن الطلاب من تقييم أعمال بعضهم. واستخدام هذا الأسلوب من شأنه تحسين جودة كتابتهم من خلال استفادتهم من أخطاء زملائهم وأفكارهم. وكذلك فإن التَعَلُّم القائم على الألعاب قد يكون فَعَّالًا هو الآخر؛ فعلى سبيل المثال من شأن الألعاب التعليمية، والألغاز، والأحجيات البسيطة، والفوازير أن تجعل العملية التعليمية مرحة، فيتعلم الطلاب ويمرحون في نفس الوقت.
إن التَعَلُّم عملية طبيعية ومستمرة مدى الحياة؛ فعندما يُمنَح الطلاب فرصًا متعددة للمشاركة النشطة، والتفاعل مع الأشياء، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية وتأمل مخرجاتها، فإنهم يتعلمون أكثر بكثير. فالتَعَلُّم النشط يجعل من الطلاب متعلمين ناجحين، وأفرادًا واثقين، ومواطنين مسئولين، ومشاركين فَعَّالين.
المراجع
educationscotland.gov.uk