كان ابن النفيس طبيبًا وجراحًا عربيًّا عظيمًا، كما كانت له إسهامات مهمة في علم الفلك، والفلسفة الإسلامية، والتاريخ، وكتابة الخيال العلمي. سجل ابن النفيس تجاربه، وملاحظاته، واستنتاجاته الخاصة في كتبه ومخطوطاته، وبعد مرور ثلاثمائة عام على كتاباته الأصلية، تمت ترجمة بعض من أعماله إلى اللاتينية؛ فأصبحت في متناول الأطباء الأوروبيين.
من أهم إنجازات ابن النفيس في مجال الطب اكتشافه لنظام الدورة الدموية. وكان يُعتقد أنه قد تم اكتشاف الدورة الدموية الرئوية في القرن الـسادس عشر على يد سيرفيتوس، وفيزاليوس، وكولومبوس، ثم هارفي؛ إلا أنه بعد اكتشاف المخطوطات القديمة، تم إثبات أن الفضل في هذا الاكتشاف يعود إلى القرن الـثالث عشر على يد ابن النفيس. فكان لوجهة نظر ابن النفيس عن نقل الدم عن طريق الرئة دور هام في تصحيح بعض أخطاء جالينوس - الطبيب اليوناني - في وصف دور القلب والدم.
كان ابن النفيس أول من وصف بنية الرئتين بشكل صحيح، كما قدم وصفًا دقيقًا للقصبات الهوائية والتفاعل بين الأوعية الدموية في جسم الإنسان فيما يتعلق بالهواء والدم. علاوة على ذلك، قام ابن النفيس بتوضيح وظيفة الشريان التاجي في تغذية عضلة القلب. ومن بين الاكتشافات الهامة الأخرى اكتشاف الشعيرات الدموية الدقيقة التي تسمح بتبادل الدم والفضلات في الأنسجة.
اعتقد جميع كتاب السير الذاتية تقريبًا أن كتاب ابن النفيس الذي يحمل عنوان «موجز القانون» كان المقصود منه أن يكون ملخصًا لكتاب ابن سينا «القانون في الطب»، على الرغم من أن ابن النفيس لم يذكر ذلك في مقدمة الكتاب. وقد ذكرت الدراسات الحديثة أن ابن النفيس كتب «موجز القانون» ليصبح مرجعًا لطلاب الطب؛ ففي هذا الكتاب قام ابن النفيس بتصحيح مفهوم أجزاء الجسم البشري عن طريق الرسوم البيانية لتوضيح وظائفها وعملها. كما قام بتوضيح الفرق بين المغص الكلوي والمغص المعوي، والفرق بين التهابات المثانة والتهابات الكلى، بالإضافة إلى توضيح الأنواع المختلفة من التورمات والالتهابات الكلوية.
وفي كتابه «شرح تشريح القانون» أكد ابن النفيس على أهمية التشريح لمساعدة الأطباء على التعرف على حالة أجهزة جسم الإنسان وكيفية ارتباطها. يحتوي هذا الكتاب على رسومات تشريحية، كانت بمثابة طفرة في عالم الكتب التوضيحية؛ وقد بدأ هذا الاتجاه خلال العصور الإسلامية. كما وضع ابن النفيس نظامه الخاص في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء؛ فقد قدم أول تشريح معروف لمخ الإنسان، واكتشف الدورة الدموية بداخله. ونظرًا لوفاته، لم يكتمل كتاب «الشامل في الطب» على الرغم من أنه كان من المفترض أن يكون موسوعة مؤلفة من ثلاثمائة مجلد.
المراجع
www.encyclopedia.com
www.muslimheritage.com
en.wikipedia.org