مع اقتراب فصل الصيف، نبدأ في وضع الخطط لقضاء الإجازة، وعادة ما يتصدر القائمة الذهاب إلى البحر؛ حيث نستمتع بالسباحة والجلوس في الشمس للإسمرار. ولكن، هل سمعت عن الآثار العلاجية لمياه البحر من قبل؟ فمياه البحر تحتوي على العناصر الحيوية الموجودة بجسم الإنسان، مثل: الفيتامينات، والأملاح المعدنية، والأحماض الأمينية، والكائنات الحية الدقيقة التي تنتج مضادات حيوية ومضادات للجراثيم، والتي من شأنها أن تعزز عمل الجهاز المناعي.
كان أبقراط أول من استخدم مياه البحر لأغراض علاجية؛ والهدف من هذا النوع من العلاج باستخدام مياه البحر هو استعادة التوازن الكيميائي الطبيعي للجسم من خلال الغمر المتكرر في مياه البحر، والطين البحري، والطحالب الغنية بالبروتينات. فعند السباحة في البحر، تقوم مياه البحر بامتصاص السموم من الجلد، بما في ذلك البكتيريا المسببة لحب الشباب؛ حيث تعالج الالتهابات. كذلك تعمل مياه البحر كمقشر طبيعي؛ حيث تزيل الخلايا الميتة وتساعد على إنتاج خلايا جديدة.
وتفتح المعادن الموجودة في ملح البحر المسام من أجل تنظيف أعمق من خلال تنظيم الإنتاج المفرط للزيوت، والذي يؤدي إلى انسداد المسام. وتساعد تلك المعادن أيضًا على تدفق الدم، كما تساعد عملية تنقية الجلد على امتصاص المرطبات والعلاج. علاوة على ذلك، تتميز المياه المالحة بقدرتها على التطهير، والتي يمكن أن تكون مفيدة في علاج الجروح والطفح الجلدي. ولأنها غنية بالعناصر الحيوية، فمياه البحر ترفع مستوى الأكسجين في الدم مما يساعد على تحسين الدورة الدموية. ويدعم اليود في مياه البحر وظائف الجهاز المناعي ويعزز من نشاط الغدة الدرقية.
يُعد البحر الميت من أهم المواقع العلاجية في العالم التي تجذب السياح من كلِّ مكان ليستمتعوا بالمياه المالحة العلاجية. وتكمن العوامل الطبيعية العلاجية التي تميز المنطق في المياه المعدنية الموجودة في البحر الميت والينابيع، بالإضافة إلى الطين العلاجي ومناخ المنطقة الفريد. والبحر الميت من أكثر الأجسام المائية الغنية بالمعادن على كوكب الأرض؛ فيحتوي على 21 نوعًا من المعادن، مثل المغنيسيوم، والبروميد، واليود، والصوديوم، والزنك، والبوتاسيوم.
يمنع التركيز العالي للأملاح في البحر الميت الجسم من الغرق؛ فتسهل هذه الظاهرة تمارين العلاج الطبيعي في الماء، لعلاج مختلف الأمراض الروماتيزمية، والتشنجات العضلية، والعلاج بعد الكسور. وتساعد نسبة المغنيسيوم المرتفعة في البحر الميت على الحدِّ من التوتر واسترخاء العضلات والأعصاب، بالإضافة إلى أنها تحفز الهدوء. ويعمل المغنيسيوم كمضاد للالتهابات ومضاد للميكروبات التي تسبب الحكة، كما أنها تسحب الرطوبة من البكتيريا المسببة للأكزيما مما يساعد على توقف نموها.
يغطي زوار البحر الميت أجسامهم بالطين الغني بالمعادن؛ حيث يشكل طبقة فوق الجلد، مما يزيد من حرارة الجسم. فتساعد الحرارة الجسم على التخلص من السموم عن الطريق التعرق، وتحفز الأيض الخلوي الطبيعي أيضًا. يساعد هذا العلاج على تخفيف آلام العضلات، ويحافظ على ترطيب وصحة الجلد، بالإضافة إلى أنه يحسن من مرونة الجلد.
في السنوات الأخيرة، تحولت منطقة البحر الأحمر إلى أكبر مصدر طبيعي في العالم للمواد الخام المستخدمة في منتجات العناية بالبشرة والجسم. فتساعد تركيبة تلك المنتجات مستحضرات التجميل على اختراق الجلد بعمق دون تهيج البشرة، الأمر الذي يثري الجلد بالمعادن الأساسية، مما يعطي البشرة إشراقًا طبيعيًّا.
المراجع
organicfacts.net
seacretspa.com