تعج الممالك النباتية والحيوانية بالألوان الزاهية، بدءًا من الأخضر الخصب للنباتات إلى الألوان المشرقة للفراشات المرفرفة. فتُعتبر الألوان مؤشرًا لوقت الحصاد، وللظروف المناسبة للتكاثر، وكذلك لتغير الفصول، كما تستخدم الحيوانات الألوان للتمويه أو لتحذير الكائنات الأخرى.
والأصباغ مركبات كيميائية مسئولة عن إنتاج الكثير من الألوان الجميلة التي نراها في عالمي النباتات والحيوانات، فتمتص الأصباغ بعض من الضوء الذي يصل إليها وتعكس أطوالاً موجية معينة من الضوء المرئي؛ فتنتج الألوان عن تفاعل الأصباغ مع الضوء.
أوراق مفعمة بالحياة
في النباتات، تمتص الأصباغ البيولوجية بعض الأطوال الموجية للضوء بينما تعكس الأطوال الموجية الأخرى. وتستخدم النباتات الضوء الذي تم امتصاصه لإجراء بعض التفاعلات الكيميائية، في حين أن الأطوال الموجية المنعكسة تقوم بتحديد لون النباتات الذي نراه.
ويُعتبر الكلوروفيل أهم الأصباغ الموجودة في النباتات، فيمتص الطاقة الضوئية حتى تقوم بتحويلها إلى طاقة كيميائية في عملية تُعرف باسم التمثيل الضوئي. ترى العين البشرية الكلوروفيل باللون الأخضر بسبب الأطوال الموجية التي يمتصها أثناء عملية التمثيل الضوئي؛ فيمتص الكلوروفيل الأطوال الموجية الزرقاء والحمراء فقط، ونتيجة لذلك لا يمكن للكلوروفيل أن يمتص اللون الأخضر وبالتالي يعكسه.
ومع ذلك، فليست جميع النباتات خضراء؛ على الأقل لا تكون خضراء طوال الوقت. ففي الخريف، يتغير لون أوراق الأشجار إلى درجات مختلفة من الأحمر، والأصفر، والبرتقالي. ويحدث ذلك لأن هناك أصباغًا أخرى غير الكلوروفيل في النباتات؛ فهناك أصباغ صفراء وحمراء تعرف بالأنثوسيانين والكاروتين. وتمتص تلك الأصباغ الضوء الأخضر بينما تعكس الأحمر، أو تعكس ما يكفي من الضوء الأحمر والأزرق لتكوين اللون البرتقالي المُصْفر.
وريقات فاتنة الجمال
دائمًا ما تحوز ألوان الزهور الجميلة إعجاب الناس، ولكنهم لا يعرفون الغرض الرئيسي وراء تلك الألوان النابضة بالحياة، وهو أن تجذب حشرات التلقيح للمساعدة في تكاثر تلك النبات.
فلا يمكن للنباتات أن تتنقل من مكان إلى آخر؛ ولذلك تجذب الزهور الحشرات أو الحيوانات لنقل حبوب اللقاح بدلاً منها. فتتميز الزهور التي تلقح عن طريق الحشرات بألوان زاهية، وذلك لجذب النحل الذي ينجذب إليها لكونها مصدرًا للرحيق الذي يحولونه بعد ذلك إلى عسل يستخدمونه كغذاء.
وتتنوع ألون الزهور نتيجة تنوع الأصباغ العاكسة للضوء، والتي تؤدي إلى ألوان مختلفة من الوريقات. فأصباغ الأنثوسيانين تنتج ألوان الأحمر، والبنفسجي، والأزرق؛ بينما تنتج أصباغ الفلافونز اللون الأصفر الفاتح، في حين تنتج الكاروتينات البرتقالي والأصفر الزاهي.
وبالإضافة إلى الأصباغ، يكون للتلقيح وحتى البيئة أثر على لون الزهور. فيتغير لون بعض الزهور مع نموها، مما يكون بمثابة مؤشر للحشرات يعلمها أن الزهرة قد شاخت وتعدت مرحلة التلقيح. ومن ناحية أخرى، تتميز الزهور التي تنمو في المناطق الباردة بألوانها الحية، في حين تصبح الزهور باهتة اللون إذا نمت في المناطق الدافئة؛ حيث تعاني من الحرارة الزائدة والجفاف.
*المقال منشور في نشرة مركز القبة السماوية العلمي، عدد الفصل الدراسي الثاني 2012/2013.
المراجع
webexhibits.org
hotword.dictionary.com
britannica.com
oceans.taraexpeditions.org
dailymail.co.uk
ehow.com
earthweek.com
incrediblethings.com
blog.lib.umn.edu
lifeslittlemysteries.com
whyzz.com
hiltonpond.org
sciencefocus.com