الهواء
إن الهواء (الأكسجين) داخل جسم الإنسان هو أساس جميع التفاعلات المتعلقة بانتقال الطاقة. فعندما نتنفس الهواء، تستخدم أجسامنا الأكسجين من الهواء لتوليد الطاقة، وبناء الخلايا، والحفاظ على سلامة وظائف الجسم.
في علم وظائف الأعضاء البشرية، التنفس هو عملية انتقال الأكسجين من الهواء النقي إلى خلايا الأنسجة، ومن ثمَّ انتقال ثاني أكسيد الكربون في الاتجاه المعاكس. وقد يمنع ثاني أكسيد الكربون الهيموجلوبين من حمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم مما يؤدي إلى نقص الأكسجين، الأمر الذي قد يتسبب في الفشل العضوي، والتلف الدماغي، والموت.
نحن نتنفس بمساعدة الحجاب الحاجز والعضلات الأخرى في الصدر والبطن؛ فتقوم تلك العضلات بتغيير الحيزات والضغط داخل تجويف الجسم؛ ليستوعب عملية التنفس. فعندما ينسحب الحجاب الحاجز إلى الأسفل يعطي مجالاً لتمدد الرئتين، وبالتالي تصبح الرئتان أكبر عند امتلائهما بالهواء مما يدفع بالحجاب الحاجز إلى الأسفل، ومن ثمَّ يقلل من ضغط الهواء الداخلي. وعندما يرتخي الحجاب الحاجز، فإنه يتحرك إلى أعلى؛ حيث ينكمش التجويف الموجود داخل الجسم، ومن ثم تقوم العضلات بالضغط على القفص الصدري؛ فتبدأ الرئتان في الانكماش عندما ينضغط الهواء إلى أعلى ليخرج من الجسم أثناء الزفير.
النار
تتجلى النار في أجسامنا في عملية التغذية، والتي تتحول الأطعمة من خلالها إلى الطاقة التي يحتاجها الجسم؛ وفي المقابل، تُستخدم هذه الطاقة لتعزيز الجسم والعقل؛ حتى يعملا بشكل صحيح. فتقوم النار أو الطاقة بجمع الذرات معًا؛ حيث تقوم بتحويل الطعام إلى دهون (طاقة مخزنة) وعضلات.
وتقوم النار بتحويل الطعام إلى طاقة من خلال عملية الهضم، والتي تساعد الجسم على الحصول على ما يحتاجه من المواد الغذائية والطاقة من الأطعمة التي تتناولها. وتبدأ عملية الهضم حتى قبل أن تبدأ في تناول الطعام؛ فبمجرد أن تشم رائحة الطعام الذكية أو تراه يتكون اللعاب، ومن ثم يبدأ ذلك الإنزيم عند تناول الطعام في هضم النشا الموجود فيه محولاً إياه إلى جزيئات صغيرة تجعل الطعام أطرى وأسهل في البلع. ثم ينتقل الطعام إلى أسفل المريء ومنه إلى المعدة.
والمعدة هي أداة معالجة الطعام داخل الجسم؛ فهي جعبة مكونة من طبقات من العضلات الرقيقة التي تطوق المعدة في اتجاهات مختلفة، وعندما تتقلص تلك العضلات، تقوم المعدة بخلط الطعام الممضوغ. ويقوم جدار المعدة بإفراز العصارة المعدية، بما في ذلك حمض الهيدروكلوريك، وهو ما يقوم بإذابة الطعام؛ وكذلك البيبسين، وهو إنزيم يقوم بتفتيت البروتين؛ فضلاً عن إنزيم الليباز الذي يقوم بهضم الدهون.
من أجل عملية هضم مريحة، يجب أن يفرز جدار المعدة كمية محددة من الأحماض في الوقت المناسب؛ لا أكثر ولا أقل. فإذا قامت البطانة بإفراز الحمض عندما تكون المعدة فارغة، سيقوم الحمض بإثارة جدار المعدة مما يؤدي إلى الإحساس بعدم الراحة أو عسر هضم.