أسماك التونة من المأكولات البحرية الشائعة وتشمل عدة أنواع من الأسماك، مثل الوثابة، والبكور، والزعنفة الصفراء، وسمكة التونة كبيرة العين؛ وتُعد سمكة تونة الوثابة الأكثر استهلاكًا. من المعروف أن منتجات المأكولات البحرية باهظة الثمن؛ لذلك يلجأ الناس إلى الأسماك المعلب. فتُعد التونة المعلبة من أكثر منتجات المأكولات البحرية المعلبة استهلاكًا حول العالم.
وسواء إذا أُكلت التونة طازجة أم معلبة، فالتونة مغذية للغاية ومفيدة جدًّا لجسمك ويمكنها أن تعزز صحتك. مع ذلك، يتساءل بعض الناس عما إذا كان تناول التونة آمنًا أم لا، وما كمية التونة التي يجب استهلاكها.
إن تناول التونة يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لأنها تحتوي على مستويات عالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي يمكن أن تساعد على تقليل مستويات أحماض أمويجا 6 الدهنية والكوليسترول، والتي بإمكانها أن تسد شرايين القلب. ويُعتقد أيضًا أن أحماض الأوميجا 3 الدهنية يمكن أن تبطيء من نمو الخلايا السرطانية وتقلل من الالتهابات في الجسم.
كذلك يمكن لأي شخص يرغب في إنقاص وزنه أن يضيف التونة إلى نظامه الغذائي، حيث أنه لحم قليل الدهن وغني نسبيًّا بالبروتين ولكنه منخفض السعرات الحرارية، كما أنها تساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول. علاوة على ذلك، تعد التونة مصدرًا رائعًا لعديد من الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين د، والحديد، وفيتامين ب 6، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، واليود.
على الرغم من أن التونة تحتوي على كل هذه العناصر الغذائية، إلا أنها قد تسبب بعض المشكلات الصحية الخطيرة لاحتوائها كميات كبيرة من الزئبق. والزئبق معدن ثقيل سام ينبعث إلى الجو من خلال الانفجارات البركانية أو أي نشاط صناعي مثل حرق الفحم. تتعرض أسماك التونة للزئبق أكثر من غيرها لأن نظامها الغذائي يعتمد بشكل أساسي على الأسماك الصغيرة الملوثة بالزئبق. ولا يُفرز الزئبق بسهولة، لذلك يتراكم في أنسجة أسماك التونة، وعند تناولك التونة يتراكم الزئبق في جسمك أيضًا.
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الزئبق في الجسم إلى بعض المشكلات الصحية الخطيرة، مثل موت خلايا الدماغ، مما قد يؤدي إلى ضعف المهارات الحركية والذاكرة والتركيز. يرتبط الزئبق أيضًا بزيادة مستويات القلق والاكتئاب. وتعرض الأطفال والحوامل إلى الزئبق قد يكون ضارًّا جدًّا. في الأطفال، يمكن أن يؤثر الزئبق في امتصاص الدماغ للعناصر الغذائية، مما يؤدي إلى بعض صعوبات التعلُّم والتأخر في النمو. يمكن أن يؤثر الزئبق في نمو الأجنة أيضًا.
تحتوي التونة المعلبة على كمية أقل من الزئبق مقارنة بأسماك التونة الطازجة وذلك لصغر حجم الأسماك المستخدمة. ومع ذلك، يمكن أن تحتوي التونة المعلبة على كميات كبيرة من الصوديوم، خاصة إذا كانت معبأة في محلول محلي. تناول كميات كبيرة من الصوديوم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشكلات في القلب والأوعية الدموية. عند شراء التونة، ابحث عن أسماك الوثابة أو التونة الخفيفة المعلبة، وتجنب الباكور أو أسماك التونة كبيرة العين، والتي تحتوي على كثير من الزئبق. أما بالنسبة إلى التونة المعلبة، فابحث عن تلك المعبأة في الماء أو زيت الزيتون، وليست المعبأة في محلول ملحي أو زيوت دهنية.
يوصى بأن يأكل البالغون سمك التونة باعتدال وأن يضعوا خيارات أخرى من الأسماك قليلة الزئبق في الاعتبار. فيُعد تناول حصتين إلى ثلاث من الأسماك، بما في ذلك التونة المعلبة، أسبوعيًّّا مثاليًّا للحصول على احتياجاتك من أحماض الأوميجا 3 الدهنية. يجب على الرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل والأمهات المرضعات الحد من تناول التونة أو تجنبها تمامًا.
المراجع
medicalnewstoday.com
webmd.com
healthline.com