لأكثر من 180 عامًا، درس العلماء هذا النظام البيئي الغني وأنواعه. من بين جميع العلماء، كانت جزر جالاباجوس ذات أهمية كبيرة لتشارلز داروين؛ حيث أوحت له بالفكرة الرئيسية للتطور عن طريق الانتقاء الطبيعي. في عام 1835، زار تشارلز داروين الجزر لدراسة الصخور والبراكين. وفي أثناء جمع العينات الجيولوجية والحيوية، تنقَّل من جزيرة إلى أخرى؛
فلاحظ أن بعض الأنواع، مثل عصافير الحسون، والطيور المحاكية، والسلاحف، مختلفة على كل جزيرة. وبدأ في تدوين ملاحظات حول هذه الأنواع التي ساهمت لاحقًا في نظريته الرائدة عن التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي. درس داروين نمط تطور بعض الأنواع بسبب تكيفها مع السمات البيئية المختلفة لكل جزيرة. ونظرًا لأن رحلة داروين كانت قصيرة، كان عليه أخذ بعض الأنواع معه لدراستها على نطاق واسع.
عصافير داروين
كانت لعصافير الحسون الموجودة على جزر جالاباجوس، والمعروفة أيضًا باسم «عصافير داروين»، تأثير كبير في نظرية التطور لداروين؛ حيث تمكنت تلك العصافير من التكيف مع البيئات المختلفة على الجزر. تشكل هذه العصافير أكبر مجموعة سكانية من الحيوانات على الجزر. لاحظ داروين أن شكل منقارها، وحجم جسمها، وسلوكها الغذائي يختلف من جزيرة إلى أخرى. فقد تطورت ليكن لديها مناقير مختلفة وفقًا لنوع الطعام المتوفر على الجزيرة التي تعيش عليها. على سبيل المثال، العصافير التي تتغذى على حبات الجوز الكبيرة كانت لديها مناقير قوية لتتمكن من كسرها، في حين أن العصافير التي تتغذى على الفاكهة كان منقارها يشبه مناقير الببغاء.
.jpg)
السلاحف العملاقة
وجد داروين أيضًا أن هناك أشكالًا مختلفة من السلاحف العملاقة في جزر جالاباجوس وفقًا للجزيرة التي تعيش عليها. تكيف كل نوع من أنواع السلاحف مع عادات التغذية المختلفة اللازمة في الجزر القاحلة والجزر ذات الأعشاب. في الجزر الجافة، وجد داروين أن السلاحف سرجية الظهر ورقبتها وأطرافها أطول. هذا يسهل عليها رفع رؤوسها عاليًا للوصول إلى النباتات المرتفعة، مثل الصبار. وفي الجزر المليئة بالنباتات والمياه، وجد داروين أن السلاحف تتخذ شكل قبة؛ حيث إن أصدافها مستديرة بشكل أكبر ورقابها وأطرافها أقصر. فلا تحتاج هذه السلاحف إلى ارتفاع إضافي بسبب كثرة الحشائش القريبة من الأرض فلا ترفع رؤوسها للأكل.
.png)
المراجع
galapagosconservation.org.uk
gogalapagos.com
nationalgeographic.com
national-parks.org
whc.unesco.org
هذ المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد ربيع 2022 «النظم البيئية والحياة: على اليابسة»