يمر شهر رمضان والجهاز الهضمي في حالة استرخاء تام؛ فهو بمثابة فترة نقاهة تُنظِّم خلالها المعدة إفراز أحماضها، وتزيد الأمعاء من إنتاج البكتيريا النافعة، ويرتاح البنكرياس من إفراز الأنسولين المستمر. ويأتي بعده عيد الفطر الذي قد نتبع فيه بعض العادات الغذائية الخاطئة؛ مثل الإفراط في تناول الطعام، وخاصة الكعك والبسكويت، فيحدث اضطراب في حالة النظام والراحة التي كان عليها. وكذلك يتأثر الجسم بتغيير توقيتات الطعام، فبعد قضاء النهار بأكمله هادئًا، يجد نفسه غارقًا وسط كميات هائلة من الطعام غير الصحي، فتتوالى المشكلات الهضمية؛ مثل الحموضة والغازات، والإسهال والتقلصات، والقيء وعسر الهضم. فما أفضل طريقة صحية نستقبل بها عيد الفطر دون اضطرابات هضمية؟
أولًا، قسم وجباتك ما بين ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين بينيتين (سناك)؛ مع مراعاة الالتزام بكميات صغيرة في كل وجبة. وثانيًا، في وجبة إفطارك، ابدأ بأغذية تدعم البكتيريا النافعة في الأمعاء؛ مثل الزبادي والرائب، إذ يهيئون الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام وسهولة هضمه، كما يحافظوا على المعدة من الحموضة والارتجاع. وثالثًا، قبل أي وجبة اعتمد الخضار، مثل الجرجير والخس والخيار؛ لما يحتويه من ماء وألياف تعمل على مرونة حركة الأمعاء وتقي من الإمساك.
ورابعًا، حاول استهلاك اللحوم المشوية بدلًا عن المقلية والدسمة، وبكميات معتدلة؛ فيحتاج القولون والمعدة نحو يومين للعمل بكفاءة، فلا ترهقهم بكميات هائلة من البروتين. وخامسًا، اشرب كميات وفيرة من الماء لتجنب عسر الهضم، إلى جانب عصائر الفاكهة؛ لما بها من عناصر غذائية وألياف وفيتامينات، وابتعد عن المشروبات الغازية التي تسبب الانتفاخ والشعور بالامتلاء.
وسادسًا، تناول الكعك والبسكويت باعتدال، فلا مانع من قطعتين أو ثلاثة في اليوم، لا أكثر، لتجنب الارتفاع الشديد في سكر الدم والذي سرعان ما يسبب رغبة شديدة في تناول مزيدًا؛ فتكون العواقب وخيمة على القلب والأوعية الدموية.
Image by azerbaijan_stockers on Freepik
وسابعًا، ابتعد عن الأطعمة المملحة، مثل الفسيخ والرنجة، لأنها تسبب ارتفاع شديد في ضغط الدم، واحتباس الماء في الجسم، كما أنها تحتوي على بكتيريا ضارة تؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث حالات تسمم (قد تهتم أيضًا بقراءة هذا المقال). وأخيرًا، مارس رياضة خفيفة مثل المشي؛ لتشعر بالنشاط والحيوية، كما أنها تسهم بشكل رئيسي في دعم عملية الهضم.
وإليك مثال لقضاء يوم كامل في عيد الفطر دون إرهاق للجهاز الهضمي:
- الفطار: كوب زبادي أو قطعة جبن، وعيش بلدي.
- وجبة بينية (1): قطعتين أو ثلاثة من كعك العيد.
- الغداء: طبق سلطة بملعقة زيت زيتون، وبروتين مشوي أو مسلوق، وأرز وخضار.
- وجبة بينية (2): ثمرتين فاكهة.
- العشاء: خضار مع بيض مسلوق.
أذكرك في الختام أن استهلاك المأكولات في احتفالات العيد يكون بالكَيْف وليس بالكَم. فالاعتدال في الطعام ليس مسألة صحية فحسب، بل تعبير عن الشكر والامتنان للنعم التي منحنا الله إياها. فلنتذوق طعم الفرحة بلا مشكلات هضمية، ولنجعل عيدنا زاهرًا زاخرًا بالفرح والسعادة.
المراجع
corporatesports.ae
healthifyme.com
medonline.pk
timesofindia.indiatimes.com
thenationalnews.com
Cover image by Freepik