هل قرأت قبل ذلك مصطلح "خالٍ من الكائنات المعدلة جينيًّا" على عبوة حبوب الإفطار أو أي نوع آخر من المنتجات الغذائية؟ وهل سمعت مسبقًا عن حبات البطيخ أو الطماطم المكعبة، أو الفراولة الزرقاء؟ فما الكائنات المعدلة جينيًّا؟ وما تأثيرها في الصحة؟
حسب منظمة الصحة العالمية فإن الأغذية المعدلة جينيًّا هي أغذية مأخوذة من كائنات تم تعديل الحمض النووي الخاص بها عن طريق إدخال جين من كائن آخر. فعلى عكس التربية الطبيعية، تشمل تلك العملية الإدخال الاصطناعي لصفات جديدة على المادة الجينية الأصلية للنبات داخل المعمل باستخدام وسائل الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية.
قد تحدث عملية النقل المباشر للجين بين أفراد الفصيلة النباتية ذاتها أو بين فصيلتين مختلفتين، أو من كائن مختلف تمامًا مثل الحيوانات والأسماك. وتؤدي تلك الآلية العابرة لحدود الفصائل افتراضيًّا إلى تطوير صفات جديدة محسنة كان الحصول عليها طبيعيًّا يصعب أو يستحيل في السابق.
بعض الفوائد المدعاة للأغذية المعدلة جينيًّا:
1) لديها مقاومة لأمراض النبات عن طريق جينات تحميها من الحشرات، والبكتريا، والآفات، والفيروسات دون الحاجة إلى المبيدات.
2) مذاقها أفضل، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن المدمجة.
3) لها مميزات غذائية أعلى.
4) مدة صلاحيتها على الرف أعلى لبقائها طازجة لفترات أطول؛ حيث يتم تعديل صفاتها بحيث تكون أسهل وأوفر تكلفة من حيث التغليف، والتخزين، والنقل.
5) لها القدرة على تحمل التحديات البيئية مثل الجفاف، والبرد، وتفشي الآفات.
6) هي أفضل بيئيًّا؛ حيث تساعد على الحفاظ على المخزونات الطبيعية من الماء، والتربة، والطاقة.
7) أخيرًا وليس آخرًا، ذلك النوع من تعديل النبات قد يساعد في مجالات طبية عديدة؛ مثل اللقاحات والمنتجات الصيدلية الأخرى.
تشمل الأغذية المعدلة جينيًّا مجموعة متنوعة من المحاصيل، أكثرها شعبية القطن والذرة؛ حيث يتم تعديلها لتشمل جينات نوع من أنواع البكتريا ينتج بروتينات سامة فقط ليرقات الآفات. أما الفراولة فتحقن بجينات ضد التجمد مأخوذة من إحدى فصائل الأسماك؛ مما ينتج فراولة زرقاء اللون لا تتحلل ولا تلين بعد تجميدها. وأما الأرز الذهبي المعدل فيتم تعزيزه اصطناعيًّا لحل مشكلة نقص فيتامين (أ). ومن الأمثلة الأخرى: القمح، والشوفان، وفول الصويا، والبطيخ الخالي من البذر.
إلا أن بعض العلماء المعارضين يجزمون بأن الحمض النووي للأغذية المعدلة جينيًّا من شأنه أن ينتقل إلى الخلايا البشرية؛ مما يجعلها غير آمنة للاستخدام الآدمي. كما يمكن لها أن تكون أنواعًا جديدة من المواد المثيرة للحساسية، التي من شأنها أن تتسبب في ردود أفعال شديدة الحساسية تصل إلى درجة تسمم المستهلكين؛ حيث يعاني كثير من الناس من أنواع مختلفة من الحساسية. وذلك بالإضافة إلى تسببها في مشكلات بيئية؛ مثل التلقيح المتبادل بين المحاصيل الطبيعية وتلك المعدلة. وأخيرًا، فإن بعض محاصيل الأغذية المعدلة جينيًّا المسئولة عن إنتاج اللقاحات والمضادات الحيوية قد تؤدي إلى مقاومة ضد المضادات الحيوية وتكون أنواعًا جديدة من البكتريا لا تستجيب للعلاج.
إجمالًا، فمن المؤكد أن ذلك النوع من التكنولوجيا المتقدمة هو محط جدل عالمي. فبما أنها لم تحصل على ما يكفي من الوقت لاختبارها وتعتبر جديدة نسبيًّا من حيث التخطيط والتطبيق، يتفق معظم العلماء على أنه لا توجد بيانات معروفة أو غير معروفة عن أمنها.
المراجع
who.int
gmo-awareness.com
gmo-awareness.com
gmo-compass.org
hoaxorfact.com
livestrong.com
globalresearch.ca