عندما نسمع كلمة «وباء» يتبادر إلى أذهاننا الأوبئة التي تسببت في مقتل ملايين الأشخاص على مر العصور، ولكن هل سبق لك أن فكرت في الأوبئة التي قتلت آلاف الحيوانات؟ إن الأوبئة التي تصيب الحيوانات في تزايد مستمر، بل يستهدف بعضها الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، وقد تؤدي إلى انقراضها في نهاية المطاف.
الجرب
وباء طفيلي شائع، يصيب أكثر من مائة نوع من الحيوانات، ويتسبب فيه القارمة الجربية الطفيلية التي تنتقل سريعًا بين الحيوانات فور تلامس الجلد. فتشق جحورًا تحت جلد الحيوان مسببة حكة شديدة تجعله يتسبب في خدش جلده؛ مما يؤدي إلى انتشار العدوى. ويستمر عدد أكثر الأنواع عرضة للإصابة بهذا المرض في الازدياد، ويقال إن الجرب كان السبب الرئيسي وراء انقراض فصيلة الذئاب الحمراء في بورنهولم بالدنمارك عام 1980. وبينما أصبح في الوقت الحالي علاج الحيوانات المنزلية أسهل باستخدام بعض الأدوية والمراهم، يظل الخطر في البرية قائمًا ومتزايدًا بلا تحكم.
الإيبولا
تسببت الإيبولا في مقتل ما يزيد عن 10.000 إنسان وقرد، وهو وباء قاتل يتسبب في حمى ونزيف شديد. وكانت الغوريلات أول من أُبلغ عن تفشي هذا الوباء فيما بينها، وقد سُجلت نسبة الوفيات آنذاك لتصل إلى 95⁒ من الغوريلات المصابة. كانت أعداد الحيوانات تتناقص في الماضي بسبب الصيد، ولكنها تتعرض الآن لخطر الانقراض بسبب الإيبولا. وبفضل العلماء اكتُشف مصل جديد آمن عام 2014، وأثبتت فاعليته بعد اختباره على قرود الشمبانزي.
سل الكلاب
سل الكلاب مرض يصيب الكلاب الأليفة التي تُربَّى منزليًّا، بالإضافة إلى فصائل أخرى من آكلات اللحوم بالبرية، وتُرصد حالات متزايدة من تفشي هذا المرض في مختلف المناطق. وقد قضى هذا المرض على حياة عديد من النموس سوداء الأقدام في ولاية وايومنج بالولايات المتحدة عام 1985، وعاود الظهور مجددًا عام 1990 ليقضي على حياة عديد من الكلاب الإفريقية وما يزيد على ألف أسد في سيرنجيتي. وبازدياد أعداد الكلاب المنزلية يأخذ المرض في الانتشار وتزداد حدته. تُعطى الآن الكلاب الأليفة مصلًا مضادًّا للمرض مرتين أو ثلاث مرات خلال المراحل الأولى من حياتها، ويُكرر إعطاء المصل سنويًّا لضمان سلامة الكلاب.
الكلاميديا
مرض وبائي يصيب القطط المنزلية وأنواعًا أخرى من الحيوانات مثل الكوالا، وينتج عنه صعوبة في التنفس ومشكلات في التبول، وتصبح الحيوانات المصابة عقيمة وعمياء، ومن ثم ينتهي بها المطاف بالموت. تسبب هذا المرض في تقلص هائل في أعداد الكوالا؛ من 60.000 في تسعينيات القرن الماضي إلى 10.000 كوالا في عام 2012. وقد اكتُشف مصل جديد لإنقاذ حياة الكوالا وحمايتها من الانقراض، وأُنشئ برنامج لتطعيم القطط المنزلية في المناطق عالية الخطورة.
حمى الوادي المتصدع
ضرب وباء حمى الوادي المتصدع السودان مؤخرًا، وقد اكتُشف الفيروس لأول مرة في منطقة الوادي المتصدع في كينيا عام 1931، وترتب عليه موت عديد من الخراف؛ كما انتشر الوباء في مصر عن طريق استيراد الماشية في عام 1977. تمكن المرض أيضًا من الوصول إلى الصومال وتانزانيا، ولكنه انحصر في إفريقيا. وبالرغم من ذلك، لم تسلم المملكة العربية السعودية واليمن من الإصابة به، فقد وجد الوباء طريقه إليهما عن طريق تجارة الماشية أيضًا في عام 2000. إناث الحيوانات. هناك عديد من برامج التطعيمات التي يجب أخذها بعين الاعتبار في المناطق الموبوءة، كما يجب أخذ إجراءات أخرى لمنع انتشار الوباء.
فيروس كورونا
في ديسمبر 2019، اُكتشفت سلالة جديدة من فيروس كورونا سميت كوفيد-19، وفي غضون شهرين تم إعلانها جائحة؛ الأمر الذي أشاع القلق بين الناس وخوفهم على صحتهم وصحة حيواناتهم الأليفة. اقرأ مزيدًا من التفاصيل عن الجائحة وعلاقتها بالحيوانات في الحيوانات الأليفة وانتقال فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ولمَ الخفافيش؟ وبإمكانك أيضًا متابعة تغطيتنا عن فيروس كورونا.
****************************
إن التشابه بين الطب البشري والطب البيطري أكبر بكثير من اختلافهما؛ فالبشر والحيوانات يواجهون المخاطر نفسها بسبب الكائنات الحية الدقيقة، التي قد تفاجئنا وتقلب العالم رأسًا على عقب.
المراجع
bbc.com
ncbi.nlm.nih.gov
who.int
*المقال الأصلي منشور بمجلة كوكب العلم، عدد شتاء 2020.